التعليم في الشرق الأوسط يتجه للحواسيب اللوحية
دبي – هشام رفعت:
أعلنت «اكسيوم» إن الحواسيب اللوحية تسهم في إثراء التجربة التعليمية في كافة المجالات الأكاديمية والمعرفية ببلدان مجلس التعاون وإن إقبال المؤسسات التعليمية عليها في ازدياد مطرد.
وأظهرت دراسة أجرتها في وقت سابق من هذا العام المؤسسة البحثية والاستشارية العالمية «آي دي سي»، بالتعاون مع «إنتل»، زيادة في الطلب على الحواسيب اللوحية لأغراض تعليمية في أنحاء الشرق الأوسط.
واستحوذ استخدام التقنية النقالة في التعليم على اهتمام التربويين والأكاديميين خلال الأعوام القليلة الماضية. ويتفق التربويون والأكاديميون بمنطقة الشرق الأوسط أكثر فأكثر على أهمية أن يُتقن جيل اليوم التقنية الحديثة التي ستساعدهم في حياتهم العملية، لتحلَّ محل الألواح والكتب والمذكرات التي كانت الوسيلة المثالية للتعليم في المرحلة السابقة.
وفي هذا الصدد، قال فيصل البناي، الرئيس التنفيذي لمجموعة «اكسيوم»: “تستحوذ التقنية الحديثة على جانب مهم من حياتنا وتعتمد عليها قطاعات وصناعات متعددة، لذا من المهم أن يكون الطلاب على إلمام بها من سن مبكر. وتوافُر الحواسيب اللوحية في الصفوف الدراسية يسهّل على الطلاب الحصول على المعلومات والإحصاءات وكل ما يتعلق بموادهم الدراسية دون عناء”.
وقالت «آي دي سي» إن كافة المؤسسات التعليمية المشاركة في الدراسة الاستطلاعية تعتزم نشر الحواسيب اللوحية بنسبة 100 بالمئة خلال 12-24 شهراً القادمة، وأظهرت الدراسة الاستطلاعية أن غالبية تلك المؤسسات اعتمدت سياسة تمكين الطلاب من استخدام حواسيبهم اللوحية الشخصية في المدرسة. فيما توفر بقية المؤسسات التعليمية حواسيب لوحية مهيأة مسبقاً بإعدادات معينة ومزوَّدة بتطبيقات ومواد دراسية وتعليمية بما يسهم في إعداد خريجين مؤهلين لقطاعات العمل المختلفة، وهو ما يتوافق مع رؤية بلدان المنطقة بالتحول إلى مراكز تعليمية ريادية.
وإقليمياً، أخذت بلدان مجلس التعاون بزمام المبادرة في هذا المضمار عبر إطلاق العديد من مبادرات التعليم القائم على التقنية الحديثة، في طليعتها »مبادرة محمد بن راشد للتعلم الذكي« التي انطلقت في عام 2012 ومن المقرر أن تشمل كافة مراحل التعليم بدولة الإمارات العربية المتحدة بحلول العام 2017.
وبالمثل، يهدف مشروع الحقيبة الإلكترونية الذي أطلقه المجلس الأعلى للتعليم في قطر في إطار »رؤية قطر الوطنية 2030« إلى تزويد كافة الطلاب والمعلمين بحواسيب لوحية من أجل إثراء التجربة التعليمية والتخفيف من أعباء حمل الحقيبة المدرسية التقليدية.
وهنا يضيف البناي قائلاً: “طلاب اليوم يستخدمون التقنية في حياتهم اليومية، بدءاً من الشبكات الاجتماعية ووصولاً إلى الترفيه، ويتقنون التعامل مع أجهزة تقنية مختلفة، لذا بات طبيعياً أن تستفيد العملية التعليمية من التقنية الحديثة إلى أبعد حدود ممكنة”.
من جانب آخر، أسهمت الحواسيب في تيسير مهمة المعلمين أنفسهم على أكثر من صعيد، فاليوم هناك آلاف التطبيقات والكتب الإلكترونية التي تم تطويرها حصرياً لدعم العملية التعليمية، الأمر الذي يوفر تقنيات تعلم تفاعلية شيقة يمكن استخدامها داخل الصفوف الدراسية وفي المنازل.
وعلاوة على إتاحة أساليب تعلم تفاعلية وفعالة وشيقة، ثبت أن الحواسيب اللوحية تمكّن المعلمين أنفسهم من التعامل بشكل أفضل مع الطلاب على اختلاف مستوياتهم المعرفية والإدراكية. ويبدو ذلك جلياً مع الأطفال الذين يعانون تحديات معرفية أو سلوكية معينة، مثل التوحُّد أو عُسر القراءة (ديسلكسيا) أو إعاقة بصرية، إذ تتوافر تطبيقات مختلفة تتلاءم مع مثل هذه الاحتياجات الخاصة.
وختم البناي قائلاً: “تتيح الحواسيب اللوحية للمعلمين أساليب مختلفة لنقل المعلومة، بما في ذلك الصور الملونة والمحتوى الفيديوي وغيرها الكثير، الأمر الذي يجعل التعليم تفاعلياً شيقاً. ومن بين الأمور التي تقلق التربويين في الشرق الأوسط أن يُساء استخدام الحواسيب اللوحية أثناء وجود الطلاب في المدرسة، لكن يمكن التغلب على هذه المسألة بتعديل إعدادات الحواسيب اللوحية بما يتلاءم مع أهداف المدرسة”.
وتتوافر في أسواق بلدان المنطقة مجموعة واسعة من الحواسيب اللوحية المتوائمة مع متطلبات العملية التعليمية، الأمر الذي حدا بالمؤسسات التعليمية إلى الانتقال نحو هذه التقنية الكفيلة بإثراء عملية التعليم وتوفير المعرفة دون قيود.