مقالات

الإدارة الحديثة

بقلم – فوزية أحمد:

 البعض مازالت ادارته وقيادته تقليدية قديمة والتي قد تكون صارمة نوعاً ما بعيداً عن المرونة واللين والتفاهم، والاعتماد على الإنجاز “الفردي” استناداً على الوصف الوظيفي والانضباط في العمل برفقة خوف وحزم مع تركيز الهدف فقط على مهام الموظف.

 هذه الإدارة لها أسلوب قيادي ذو سيطرة لا تلهم الموظف، لأنه لا يلتفت له للمشاركة في العمل كنوع من التحفيز والتشجيع والتطوير وإنما يحشد في زاوية او على مكتب لأداء العمل اليومي في إطار روتيني ممل.

لذلك الإدارة الحديثة أو القيادة الناعمة هي الانجح بالوقت الحالي وتواكب كل التطورات والتحديثات التكنولوجية العصرية وتعتمد على خلق بيئة عمل تنافسية جذابة مليئة بالطموح والمشاركة الوجدانية والعمل بنظام قدرة التأثير على فريق العمل من خلال إدراك ومعرفة المهارات القيادية الناعمة لكي يشجع ويحفز ويطور الموظف وينجز مهام عمله بكفاءة ويتدرج في طموحاته ليتولد لديه شغف الابداع والابتكار.

والقيادة الحديثة هي مزيج من المهارات الناعمة والصلبة مع التركيز بنسبة اكبر على المهارات الناعمة التي تتمركز في الكاريزما، مهارة الاقناع والاستماع ، التواصل مع الآخرين ، الشجاعة عند المواقف، التسامح والمبادرة، القدرة على القيادة، مهارة حل المشكلات بطرق إستراتيجية وأسلوب إبداعي متميز، بناء فريق العمل، صناعة القرارات ، ادارة تنظيم الوقت والاجتماعات، المهارات السلوكية، تحديد نقاط الضعف ومحاولة التغلب عليها بطريقة مهارية إيجابية، تحفيز الموظفين على التعلم بالتدريب والتطوير، مهارة تقدير الذات، الثقة في النفس، تحمل المسؤولية، الدافعية لأداء العمل بشكل افضل، وتوزيع المهام على حسب مهارات الموظف الإبداعية، علاوة على ان الإدارة الحديثة تساعد القيادي بالتواصل مع فريق عمله مما يساهم في تطور العلاقات الاجتماعية و يمنحهم الشعور بالتقدير وأيضاً تعزز التعاون و لغة الحديث والنقاش بين الموظفين أثناء ادارة الاجتماعات وتبني جسراً وثيقاً بين الموظف ومديره في بيئة العمل، مع الاخذ في الاعتبار بأن الموظفين الجزء الهام من العمل.

أيضا الذكاء العاطفي يعتبر من مهارات الإدارة الناعمة وأحد عوامل النجاح الإداري، ففي الإدارة القديمة يستخدم الذكاء التقليدي بينما في الإدارة الحديثة يستخدم الذكاء العاطفي الذي يحدد مستوى الأداء ومن خلاله نستطيع أن نتعاطف ونحفز الموظفين على أداء أفضل.

لذلك في الإدارات الحديثة، من الأفضل أن تكون المسميات الوظيفية تمنح بشكل يتناسب مع القيادة الناعمة على سبيل المثال: المدير أو الإداري بالإمكان أن يكون ” مدير الإدارة والإبتكار” ، بخيارات وإستراتيجيات متعددة وفق مهامه الوظيفية.

كقيادي، إدارة العمل ليس جزءاً من وظيفتك بل هي الجزئية التي قد تمنحك سلم الصعود الى هدفك اليومي على المدى القصير وكونك مسؤولاً على موظفين، فيجب ان تتغلب على النزاعات وتحفز فرق العمل لأداء متميز ذو جودة عالية، فالقيادي الجيد هو من يقود بالقدوة ليكون ملهماً لفريقة فيحذون حذوه.

بما أن أعظم ثروة في بيئة العمل هي الموظفين، والعقليات القديمة مثبطة للإدارة الحديثة وشغف الابتكار …

فهل حان الوقت لنقول وداعاً للإدارة القديمة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى