شركة بحار .. عشاق الإستثمارات البحرية
بقلم دكتور مهندس بحري – عبدالرزاق هاشم المدني
مستشار وخببير بحري
عند زيارتي لجناح شركة بحار المميز في معرض المؤتمر البحري السعودي الدولي الذي أقيم مؤخراً في المنطقة الشرقية تذكرت علاقتي بهذه الشركة منذ عقود وكيفية تطورها ونموها بسرعة لتصبح من أوائل شركات النقل البحري في الوطن العربي
وتعد شركة بحار العالمية من الشركات الرائدة في المنطقة التي توفر حلول النقل والخدمات البحرية الآمنة بتكلفة معقولة وعلى مستوِى متميز من الجودة والاتقان للعملاء في مختلف القطاعات والصناعات حيث تمتلك أسطولاً كبيرًا من السفن ولديها سجل حافل بالإنجازات ومكانة فريدة في المنطقة بفضل تنوع أسطول النقل والخدمات عالية الكفاءة.
فقد إكتسبت الشركة على مدار سنوات من العمل الجاد والتجارب والخبرة ثقة الجميع كشريك موثوق لإتمام الأعمال المطلوبة بسلامة وفي الوقت المحدد حبث يعملون دائماً على تطوير الأداء وتقديم نتائج متميزة وخدمات بجودة لا تضاهى.
وتلتزم شركة بحار بالابتكار وتقديم خدمات وحلول متميزة للنقل البحري وذلك لتحقيق علاقة عمل ومكانة مرموقة بين الشركاء والعملاء.
يعود تأسيس الشركة الى فترة السبعينات من القرن الماضي حيث تعود أصول الشركة إلى هذه الفترة المهمة عندما سطع نجم ميناء جدة كمحور تجاري رئيسي في المنطقة. وبرؤيته المستقبلية النافذة لاستغلال الفرص في هذا الاقتصاد سريع الخطى نحو التطور، قام الشيخ عبد القادر البكري ( رحمه الله) و بمشاركة ابنائه ، بتأسيس العمل عام ١٩٧٢ ميلاديًا الموافق ١٣٩٢ هجريًا لتقديم الخدمات البحرية وتزويد السفن بالوقود في جدة.
وتم شراء أول ناقلة بحرية عام ١٩٧٦ ميلاديًا والموافق ١٣٩٦ هجريًا علامة فاصلة في تاريخ الشركة، حيث أسس ذلك لنمو وتطور أعمال شركة بحار العالمية والتي أصبحت بعد حوالي أربعة عقود أكبر شركات القطاع الخاص المالكة للناقلات البحرية وواحدة من أهم مشغلي السفن في السعودية.
وعلى مدار السنوات ومن خلال سلسلة من عمليات الاستحواذ والشراء، تقوم شركة البحار العالمية الآن بتشغيل أسطول به أكثر من ٣٠ سفينة نقل نفط خام وناقلات المنتجات وناقلات المواد الكيميائية والغاز. ذلك بالإضافة إلى إدارة أسطول ضخم من الوحدات المساعدة والتي تتضمن سفن المساعدة على الإرساء وسفن الأعمال والصيانة وسفن القطر وقوارب الطواقم وقوارب الحماية وقوارب الإرشاد وغيرها من القطع البحرية العديدة.
وسعيا للوصول إلى أفضل مستوٍى من معايير السلامة والجودة، اتبعت الشركة أسلوبًا جديدًا يعتمد على الابتكار والتطوير لتقديم نتائج إيجابية متميزة. ففي عام ١٩٩٧ ميلادية الموافق ١٤١٨ هجرية، قدمت الشركة تصميم الجيل الجديد من ناقلات الكيماويات والمنتجات سعة ٤٧ ألف طن من الحمولة الساكنة DWT، والتي أنشأتها هانجين للصناعات الثقيلة في كوريا، وكانت الناقلة قدس الأولي في هذه السلسلة من السفن وبعد تسليمها تم تتويجها من قِبل المعهد الملكي للهندسة البحرية في المملكة المتحدة بوصفها “السفينة المميزة لعام ٢٠٠٠” وكان ذلك بمثابة إنجاز عظيم للشركة ولفريق العمل
وقد ساهمت عمليات التشغيل الأولى لهذه الفئة من السفن في اكتساب فريق العمل العديد من التجارب لتحسين وتطوير الطرازات التالية وهذا ما حدث مع الناقلة براق التي بنتها وسلمتها شركة هيونداي ميبو شيبيارد في كوريا عام ٢٠٠٣ والتي حازت على الاعتمادات المرموقة نفسها التي حصلت عليها مثيلتها من السفن الموجودة بالشركة من ناحية التصميمات الحاصلة على جوائز عالمية والثقة والاعتمادية ومعايير السلامة التي لا تضاهى وقدرتها التشغيلية الفريدة التي تتميز بها شركة بحار. ولعل أهم ما يميز هذه السلسلة من السفن هو أنها أصبحت مقياسًا لصناعة ناقلات المواد الكيميائية من قِبل المنظمة البحرية الدولية في أحواض بناء السفن في أوروبا والصين واليابان وكوريا.
كان للانجازات التي تم الإعتراف بها دوليا دافعًا نحو المزيد من التفوق واليوم تواصل بحار دربها نحو التقدم بتقديم جيل جديد من الناقلات التي توفر لأصحاب البضائع والعملاء مرونة أكثر في النقل والخدمات البحرية من الناحية الاقتصادية والبيئية وتحقيق رؤية القيادة الرشيدة ٢٠٣٠.
ويعتمد آخر تصميم موجود بالشركة IMO2 ‘High-Cube’ MR على عرض واسع للسفينة وشكل هيكل سطحي والذي يجمع بين أحدث المتطلبات التنظيمية مع المعدات والآلات الفريدة مثل أحدث المحركات الرئيسية بطيئة السرعة وتصميمات المحرك المساعد التي تلبي معايير TIER III لـ NOx. ومن بين الميزات المتقدمة الأخرى أجهزة تنقية الغاز وأنظمة معالجة المياه وأفضل تقنيات توفير الوقود المتوفرة عالميًا فضلاً عن شكل هيكل السفينة المعزز والمراوح عالية الكفاءة ومصباح الدفة بالإضافة إلى أنظمة منع الحرائق قليلة الاحتكاك. وكل ذلك أدى بالضرورة إلى تحسين كبير في مستوى توفير الوقود والذي بدوره، بالإضافة إلى العوامل الأخرى الفنية، سيؤدي إلى تقليل استهلاك الوقود بنسبة ١٥٪ مقارنة بأحدث تصميمات السفن التقليدية.