مقالات

القاتل الصامت!

بقلم – أحمد الزهراني:

الجميع يشعر بالغيرة وبالحسد بين حين وآخر، فهي مشاعر طبيعية بشرية. ولكن الغالبية يمكنهم التحكم بمستويات هذه المشاعر وحدتها، وبالتالي لا تتحول إلى مرض سلبي وعدوني تجاه الآخرين فهناك إختلاف جوهري بين الحسد والغيره
فالغيرة هي الأفكار والأحاسيس والتصرفات التي تشعرك بالخوف او بالتهديد لخسارة ماتملك لصالح طرف آخر ،وهي مشاعر حماية النفس من التعرض للسلب للأشياء التي تخصك، والغيرة نوعان الغيرة الصحية المعتدلة والغيرة المرضيه المفرطة ،
الأولى ضرورية؛ لأنها قوة محفزة،وتسهم في تطور الأعمال وخلق المنافسة والثانية مؤذية لأنها تضر بكل الأطراف المعنية، وتسهم في تعطيل الأعمال وتفسد الود
في المقابل الحسد وهو تمني زوال ما يملكه الآخر؛ من قوة أو مال أو إنجازات، هي مشاعر تعبر عن وجود فجوة ما بينك وبين شخص آخر، تريد تقليصها، سواء بالارتقاء إليه أو بجعله يتدنى، فالغاية هي أن تكون على المستوى نفسه او أعلى منه وهو بشكل عام يأتي بنوعين؛ الحسد المذموم: وهو الذي يدفع بالشخص إلى التصرف وفق مشاعره، وإلحاق الأذى الفعلي بمن يحسد في حال لم يتمكن الحاسد من الحصول على ما يملكه المحسود، وهذا يؤدي إلى تدمير الكيانات وتعطيل المصالح
وهناك الحسد المحمود: ويسمى حسد «الغبطة» الذي يدفع بالشخص إلى التشبه بالمحسود؛ ومحاولة اللحاق به من خلال العمل الجاد، والتنافس الشريف

كان هناك رجل له جار لديه مالا كثيرا فحسده على ما وهبه الله من ذلك المال ، ففكر كيف يزول هذا المال ؟؟ فذهب إلى رجل حاسد صاحب فطلب منه رؤية مال جاره ليتسبب في زواله ، فقال له انظر إلى مال جاري هذا يملاْ هذه الأودية ، ولحسن الحظ كان بصره ضعيف ، فقال الرجل الحاسد للرجل أولك من قوة النظر ما ترى به هذه الأنعام في هذه الأودية ؟؟ فأصيب بالعمى، قال الشاعر: ( لله در الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى