استعداء السلطة
د.تركي الرجعان-سويفت نيوز:
نسمع بهذا المصطلح من حين لآخر، هناك من يرفضه ولكنه قد يمارسه بحجج، وهناك من يراه سلوكاً واغتيالاً معنوياً للإنسان؛ بينما هو مصطلح له معنى ودلالة، وقد يمارسه البعض دون إدراك ووعي معرفي، متمسكاً بخطوط عامة دون أن يعرف أن ذلك خطأ، ثم يدخل ضمن مفهوم استعداء السلطة.
عندما يتم انتقاد أداء جهة ما، أو أحد مسؤوليها في أداء عملة فهذا أمر متاح، مادام ذلك هدفه الإصلاح، لأننا في ظل دولة يحكمها القانون ولا يمكن أن نصف ذلك الانتقاد بأنه جريمة لعدم وجود ركن الجريمة.
إذن إين المــشكلة؟
سأوضح للقارئ الكريم مثال بسيط قد يسهّل فهم الأمر، فعندما يتم انتقاد إحدى الجهات من حيث أدائها بهدف التقويم والتصحيح، فذلك يُعد انتقاد طبيعي، يصف وجهة نظر المنتقد ويوضح مبرراته ويرى من خلال ذلك أنه بالإمكان تقويم الأداء ليكون أفضل، مع العلم أنه رأي الناقد يحتمل الصواي أو الخطأ، وقد ينتج عن اختلافات الرأي وتعدد وجهات النظر آراء وأفكار جديدة تخدم المصلحة العامة على أثر ذلك النقد، ولا شك أن هذا النوع من النقد جاء نتاج الحرص على المصلحة العامة وحب الوطن خصوصاً حينما يصدر من مواطن.
أما المشكلة التي تأتي مع النوع الآخر من النقد فتكمن عندما يتم الدخول في النوايا والمقاصد وشخصنة الأمور، وهنا يظهر لنا من يستعدي السلطة ويسعى لصرف الأنظار عن الغاية الحقيقة من النقد، وقد يتحول الأمر في هذه الحالة إلى حرب سيئة يتم نقلها إلى الإعلام عامة ووسائل التواصل الاجتماعي خصوصاً، ويبدأ المنابعون في الدخول بالنوايا والنيل
من الناقد والإساءة له، كما يحاول من يستعدون السلطة الاختلاف مع الناقد لفكرته أو لشخصه وقد يكن ذلك فقط لانه “لا يهضمه”، ومن هنا تبدأ محاولة وضع الشباك لمن اختلف معه، وهو بذلك يبحث عن انتصار لنفسه لا للوطن ولكنه يستخدم اسم الوطن والوطنية تبريراً لوجهة نظره.
ختاماً.. الوطن للجميع ويجب أن نساهم جميعاً في بناء وتقدم الرأي وننتقد بهدف الإصلاح والتصحيح، لكي نصل إلى القمة التي ترسمها لنا القيادة، بعيداً عن تقزيم الآخرين والتشوية المبطن بدعوى التوعية واستغلال نصوص القانون بشكلٍ تعسفي أو غير منطقي، فكلنا نبني وطن ولا يزرع الشك بيننا إلا جاهل أو متجاهل لا يدرك تفاوت الأدوار في بناء وطن ينهض بأيدي أبنائه.
*كاتب سعودي