اغلاق الباب لإسكات الكلاب
بقلم – محمد تاج الدين:
مستشار إعلامي
ورد في كتاب تاريخ أبي الفرج ابن الجوزي “المنتظم” خبر أعرابي جاء مكة ورفع ثوبه وبال في بئر زمزم؛ فانهال الناس عليه ضربا وحملوه الى الأمير، فلما سأله لما فعلت هذا قال أردت أن يذكرني الناس ولو بالسوء.
أما الشاعر الشهير أبو نواس؛ الذي عاش متهتكا في شعره وسلوكه؛ والذي قال قصيدته التي مطلعها (دع لمساجد للعباد تسكنها)، فقد جاءته نوبة افاقة وعودة الى الله صباح يوم؛ فدخل المسجد وشرع ينظفه ويكنسه، الا أن المتطفلين من الناس الذين اعتادوا أن يروه في أي مكان غير المسجد أفسدوا عليه رغبته في التوبة؛ فسأله أحدهم متهكما ماذا تفعل يا أبا نواس في المسجد، فغلبته طبيعته التهكمية المتهتكة فأجابه: أردت أن تحمل الملائكة خبرا طريفا الى السماء.
لو فهم الناس مقصد الأعرابي لتركوه لشأنه وللجند تؤدبه وتحمله لصاحب الأمر ليقضي في شأنه بالسجن أو الجلد أو بما يرى، ولو ترك المتطفلون أبا نواس في حاله لكان خيرا لهم وله.
هذه المقدمة دعوة شخصية مني لتعرف ماذا يريد الشخص وكيف تفوت عليه الفرصة في بلوغ مأربه، فهذا “المشلوع” من الكنيسة، المكروه من من أقاربه، دأب على سب الصحابة والعلماء الأجلاء بأسلوب رخيص، يريد من سيادتك أولا أن تتأكد أنه سب أو شتم فتبحث في محركات البحث عن اسمه (أول هدف) ثم تصل الى اليوتيوب فتستمع لما قال من باب الرغبة في التأكد من صحة الخبر الذي وصلك (ثاني هدف) فتعلق بالسب أو ارسال رسالة امتعاض لادارة الموقع باعتبار ما يقول مخالفة لقواعد الدين والأخلاق ( ثالث هدف) أو تعلق بسبه أو شتمه فتزيد عدد التعليقات (رابع هدف) وبعد كل هذا تزيد نسبة الاعلان على المقطع الذي صوره فتزيد حصته في الفلوس (خامس هدف) لاحظوا أنني كتبت ما كتبت متعمدا ألا أذكر اسمه حتى أفوت عليه فرصة بلوغ أتفه هدف من أهدافه.
هناك هدف سادس أن تنقل صحيفة تافهة الخبر أو أن ينفعل أحدنا فيطالب باسقاط الجنسية المصرية عنه أو برفع دعوى عليه فتزيد شهرته، كلب عوى في صحراء قاحلة لن يسمع لنباحه رجعا، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم في العالمين.