وداعاً رجل المحبة والعطاء
بقلم – خميس بن عبدالرحمن الهزيم:
رحل إلى جوار ربه الأسبوع الماضي الأستاذ والأخ والصديق جمعة بن عبدالله الدوسري،
أحد أبناء الدمام البررة، وأحد رجالها المخلصين والمكافحين الذين خدموا بلادهم بكل
ما أوتي من قوةومنذ نعومة أظفاره.
التحق بالعمل الوظيفي الحكومي وهو ابن السابعة عشر، وقضى قرابة الأربعين
عاماً في خدمة هذا الوطن المعطاء. تقلد خلالها العديد من المناصب القيادية كان آخرها
مساعد مدير عام الشؤون الصحية للتخطيط والتطوير. وخلال هذه الفترة الطويلة حقق العديد
من الإنجازات الواضحة قدرها وأشاد بها رجال الدولة والمسؤولين في الجهات الحكومية.
عاصر نهضة المنطقة الشرقية ومشوارها التاريخي الجميل في الازدهار العمراني والخدمي، وهذه وقفاتمختصرة مع بعض اسهاماته على سبيل المثال لا الحصر:
- عمل كرئيس للجنة الطوارئ بالشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية.
- مشاركته في حرب الخليج في الصفوف الأمامية في الخفجي وتجهيز المستشفيات الميدانية بالاحتياجات والمستلزمات الطبية وغيرها.
- له دور إيجابي في الاهتمام بالمشاريع الصحية من حيث التنسيق لتأمين الأراضي بالمخططات والقرى والهجر التابعة للمنطقة الشرقية من الشمال إلى محافظة الأحساء وتوابعها إلى سلوى.
- عمل الراحل كمستشار غير متفرغ بأمانة المنطقة الشرقية بعد أن قدم كتاباً لأمينها المهندس ضيف الله العتيبي بعنوان (من الأمانة أن أكتب للأمين) ضمنها عدة اهتمامات وملاحظات تطويرية تخص ضاحية الملك فهد بالإضافة إلى الطرق والكباري والاهتمام بالمقابر والطريق الدائري وغيرها، حيث لاقى كتابه ترحيباً واهتماماً من سعادة الأمين آن ذاك. الامر الذي حدي بالأمين لدعوته للعمل كمستشار في الأمانة.
- عمل كمدير للجمعية الوطنية لحقوق الانسان في المنطقة الشرقية لمدة 12 عاما حتىوفاته، حققخلالها العديد من الإنجازات في هذا الصدد سيتذكرها الأوفياء مهما طال الزمن .
- من صفاته الحرص على الصالح العام وإعطاء العمل الكثير من وقته الخاص.
- تنازل عن الترقيات والمناصب في الوزارة لحرص الشديد في البقاء لخدمة أهل المنطقة الشرقية. سبق وقد طلب من وزير الصحة العمل معه في الوزارة لكن رفض من أجل أن يكون قريباً من والدته وخدمتها.
- واصل تعليمه الجامعي بالانتساب بالرغم من مشاغله وارتباطاته العملية والاجتماعية والاسرية.
- يجمع أصدقاء وزملاء الراحل أنه عذب الحديث عندما يبحر في الشعر العربي القديم، ونه مقنع ومبهر من خلال اطلاعه وثقافته الواسعة في النواحي الدينية والسياسية والاجتماعية.
- عرفته من ستينات القرن الماضي بتحمل المسؤولية، لم يتأفف أو يتذمر أو ينتقد الأحوال والظروف الشخصية أو المجتمعية أو غيرها، بل أنه يؤمن أنه مهما يصادفك من أمر سلبي بأنك كشخص لك دور إيجابي يجب أن تلعبه، وأن التذمر والتشكي من صفات السلبيين والقاعدين والاتكاليين.
- حريص على مساعدة الأخرين في محنهم سواءً يعرفهم أولا يعرفهم بل أنه حريص على مشاركتهم أفراحهم وأتراحهم.
- عرف بطلاعه الواسع وحبه للعلم ومجالسة العلماء وأهل الفضل، وتقديره للصغير والكبير. كما يجمع أصدقاءه أنه صاحب فطنه وذكاء ذاكره.
وأخيراً أقول رحل رجل المحبة والعطاء الإنساني.. رجل أفنى عمره من أجل الصالح العام وبعيداً عن الشهرة أو حب الظهور.. رحل لكنه لن يغيب أبداً عن ذاكرة المخلصين من أهل الدمام والمنطقة الشرقية. نعم سيفتقده كل من عرفه عن قرب بل أن فقده كبيرا وصعبا على الجميع نسأل الله العلي القدير أن يجمعنا واياك في جنات النعيم رحمك الله يا أبا عبدالله رحمة واسعة وبارك في ذريتك من الأبناء الذين أحسبهم على نهجك ودربك سائرين.