مقالات وآراء

أحاديث حظرٍ معقّمة (145)

بقلم – عدنان صعيدي

عندما انتشر في مكة المكرمة البناء المسلح وأنشئت منازل بها أعداد من الوحدات السكنية المنفصلة ( شقق )، ورضي الناس بالسكن في تلك الوحدات القريبة من الحرم كان الملاك يشترطون على المستأجر أن يخلي الوحدة السكنية في الحج ويُكتَبُ ذلك في عقد الإيجار كي يقوم صاحب المنشأة بتأجيرها للحجاج، وذلك طبعاً يعتبر من منافع الحج ففي قديم الزمان لم يكن لبعض أهل مكة المكرمة مصدر رزق غير الحج وخاصة بعض المطوفين وصانعوا وبائعو المسابح ( المسبحة او السبحة ) الذين يركنون الى الراحة بعد الموسم وتسمى تلك الفترة ( البِصَارة ) .

ومن الروايات التي تُذكر ــ دون سند موثوق ــ أن أحد حُكام مكة المكرمة زمن الأشراف كان لا يسمح بسفر الحجاج ومغادرة مكة المكرمة إلا إذا شعر أن أهل مكة اكتفوا من إيراداتهم المادية في الحج، وعلامة ذلك أن يرى من نافذة قصره أبناء مكة يسيرون وهم مُمَيِلين الكوافي ( أي وضع الطاقية على الجبهة بطريقة توحي بالشبع ) .

ذكريات الحج تختلف من طائفة لأخرى حسب نوع العمل، ومن شخص لأخر حسب تعامله مع الحجاج، فذكريات المطوفين غير الزمازمة غير الوكلاء غير الأدلاء، وهناك دافعوا العربات داخل المسجد الحرام، وحاملو الشباري، وهناك المرشدون داخل الحرم التابعون قديماً لوزارة الحج والأوقاف، وقد تشرفت بالعمل بها، وتختزن ذاكرتي صوراً وذكريات كثيرة أعجبها حماس الأفارقة في الطواف والسعي، ورقة وخشوع وهدوء حجاج الكبتاون او الكيف من جنوب افريقيا، وتلك الزغاريد ( الغطاريف ) التي تطلقها السيدات الحاجات من مصر عند مشاهدتهن الكعبة المشرفة . . يتبع .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى