أحاديث حظرٍ معقّمة (134)
بقلم – عدنان صعيدي
حديث الأمس لا يعني أن الإذاعة والتلفزيون حال تبعيتهما لوزارة الإعلام او وزارة الثقافة والإعلام او هيئة الإذاعة والتلفزيون لم يهتما بالتدريب، فمنذ تأسيس الإذاعة السعودية وكذلك التلفزيون تم تدريب وابتعاث الكثير من الكوادر في الدول العربية والغربية وفي أمريكا بل وأقيمت وربما مازالت تقام حتى الان دورات في معهد الإدارة والمعهد الدبلوماسي وجهات أخرى خاصة بالتدريب، لكن كل ذلك التدريب والابتعاث لم يكن في تخصصات دقيقة في مجال الإعلام وانما هي في الإعلام والإدارة بصورة عامة، وحتى مبتعثو التلفزيون والدورات التدريبية التي التحقوا بها داخلياً وخارجياً كانت عامة في التصوير أو الإخراج أو الهندسة الصوتية ولم تهتم على سبيل المثال بإخراج المباريات الرياضية مثلاً او تغطية الأحداث الهامة، وكل ما كنا نشاهده إنما هو اجتهادات شخصية وجهد بذله المخرج بقدراته وموهبته.
أما الابتعاث لكوادر الوزارة لخارج المملكة فإني على ثقة كبيرة أن المهنية في إعلامنا لم تستفد منه أي فائدة، فجميع من أُبتعث عاد وهو يتطلع الى منصب اداري ــ وهذا من حقه ــ ولم يقم الا القليل جدا منهم بممارسة مهنية بالصورة التي تؤثر في الإنتاج المسموع او المرئي بل بعض المبتعثين تخصصوا في جوانب بعيدة كل البعد عن مهنية العمل الإعلامي، ولقد كان من المفترض أن يقوم المبتعثون بعد عودتهم بتدريب الكوادر وليس السعي للمناصب والترقيات بالصورة التي أدت الى خلق مسافة مهنية بين جيلين وأكثر، ولعله من باب التأكيد أن المهنية لم تستفد من ابتعاث الكوادر أن احدهم بعد حصوله على درجة الماجستير ومباشرة عمله في الإذاعة امتنع عن إخراج أي مادة إذاعية تحتوي على موسيقى أو غناء لأن ذلك من وجهة نظره حرام . . يتبع .
جدة / الجمعة 18 يونيو2021 م ــ 8 ذو القعدة 1442هـ .ِ