أحاديثُ حظرٍ معقمة (54)
بقلم – عدنان صعيدي
لا اذكر على وجه التحديد العام الذي قررت الدولة التحول الى حكومة الالكترونية، لكن تطبيق ذلك لم يتم على الفور ولكن تدريجيا فبعض موظفي الدولة في تلك الفترة كان لديهم قصور كبير في التعامل مع اجهزة الحاسب الالي وما يتبع ذلك من تقنيات لم يألفوها، وقد دفعت الوزارات بهم الى الانخراط في دورات تأهيلية غير ان المستجيبين كانوا قلة، وبعضهم لم يكن لديه قناعة اصلاً بالتخلي عن اكوام الورق التي يمارسون عملهم اليومي من خلالها، بل ان بعضهم ظل غير مؤمن ان ما يرسل بالبريد الالكتروني وثيقة رسمية.
وخلال السنوات الست الماضية تقاعد عدد كبير من موظفي الدولة الذين قضوا كل حياتهم الوظيفية بالملف العلاقي والشروحات باقلام واحبار ذات الوان مميزة او لافتة وحل محلهم شباب التقنية الذي حصل على مقعده في الجامعة وشغل احدى الوظائف بعد تخرجه عن طريق الشبكة العنكبوتية وفق برامج وانظمة تقنية حديثة .
ماحدث خلال العام الماضي منذ ظهور فايروس (كورونا) في توظيف التقنية الالكترونية فاق كل التوقعات التي كنّا نرجوها من الحكومة الالكترونية، وبلغ الاعتماد على التقنية الحديثة في خدمات الحكومة الالكترونية قمته حيث اصبحت حياتنا اليوم رهن تطبيقات لا يمكن لذلك الموظف الذي كان مجافياً للحكومة الاكترونية ان يشتري ما تحتاجه اسرته من مواد غذائية من اي متجر ما لم يكن خاضعاً لتطبيق (توكلنا) . . يتبع .
الرياض / الاثنين 1 مارس 2021م ــ 17 رجب 1442هـ