صدقاتك بالذكاء الاصطناعي
بقلم – حامد العطاس:
أن تطلق المملكة حملة وطنية للعمل الخيري، تجسد دورها الإنساني الذي اعتادت أن تلعبه كمحور للعالم الإسلامي، ومركز رئيس للخير في الكرة الأرضية، فهذا أمر طبيعي اعتدناه على مدار سنوات بل عقود ماضية، منذ أيام الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه-، لكن الجديد أن يستشرف العمل الإنساني والخيري المستقبل، ويتناغم مع «السعودية الجديدة» التي ترسي قواعدها على أحدث التقنيات، وتتحول كل الجمعيات الخيرية والجهات النشطة في الخير إلى منصة إلكترونية مؤسساتية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وتستند على عالم البيانات.
إنها منصة (إحسان) للعمل الخيري التي تكتب تاريخاً جديداً للعمل الخيري السعودي بدعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وبإشراف مباشر من ولي العهد الأمين، عراب رؤية الوطن، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وبمشاركة 10 وزارات، و60 جهة حكومية وخيرية، لتقدم 200 ألف فرصة عطاء متنوعة المجال والمكان، وتبدأ بـ 100 ألف مستفيد وأكثر، وأرقام ضخمة ستحقق النجاح من خلال منظومة علمية أعدتها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، ومن خلال وفرة في البيانات والمعلومات، وآلة اصطناعية محايدة لا تعرف المحاباة.
جاءت منصة (إحسان) كعمل إنساني اجتماعي منظم، تقوده جهة علمية لتصل المساعدات بحيادية وشفافية شاملة، وهو ما يدفعنا لتقديم مساعدتنا في الخفاء، ونحن واثقون أنها ستصل إلى مكانها المناسب، وجاءت الحملة الوطنية للعمل الخيري في المملكة مع بداية الشهر الكريم بمستوى فخم يليق بمملكة الإنسانية، حيث افتتحهما خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين بالتبرع بـ30 مليون ريال، ليتسابق الجميع على صناعة الخير والإحسان، ومساعدة المتعففين والمحتاجين والمتعثرين.
اختارت مملكة الإنسانية التوقيت المناسب لإطلاق حملتها الخيرية، ومثلما امتدت يد الخير إلى الخارج عبر الذراع الإنسانية للمملكة الممثل في مركز الملك سلمان للإغاثة والعمل الإنساني، وقدمت الخير والعطاء إلى 59 دولة، كانت منصة (إحسان) ذراع الخير في الداخل، القائم على أحدث التقنيات والذي يعتمد على آلية جديدة تحاكي المستقبل، وترسم طريق مبتكر لتقديم العلم الإنساني دون منة أو فضل من أحد.
بات بإمكانك أن تقدم صدقتك عبر الذكاء الاصطناعي وعبر بوابة إلكترونية ومن خلال أساليب شفافة تضمن وصولها إلى مستحقيها، ولم يعد العمل الخيري يحتاج إلى هذا الزخم الكبير الذي لا يراعي في بعض الأحيان الجوانب النفسية والمعنوية للمحتاجين والمتعففين، نجحت المملكة عبر سواعدها الطموحة أن تبني جسراً جديداً للخير يحفظ للمحتاج كرامته ويتدخل بطرق سريعة لإنقاذ المتعثرين.. وصدق الله العظيم حين قال (وبشر المحسنين).