دراسة عالمية تكشف أثر التكنولوجيا الحديثة في تغيير أسلوب العمل
دبي– سويفت نيوز:
كشفت كل من شركتي Dell وIntel اليوم عن نتائج دراسة القوى العاملة العالمية الصاعدة، والتي تقوم بتحديد واستكشاف التوجهات الحالية والمستقبلية المتعلقة ببيئة العمل والقوى العاملة، وعلى وجه الخصوص الدور الذي لعبته التقنيات في تطور هذين العنصرين. وقد كشفت نتائج الدراسة التي شملت حوالي 5,000 موظف يعملون في مؤسسات صغيرة ومتوسطة وكبيرة، ينتشرون في 12 دولة، عدداً من الأفكار الرئيسية الخاصة برواد الأعمال، ومدراء تقنية المعلومات، وخبراء الموارد البشرية، التي توجههم عند توظيف ودعم والحفاظ على قواهم العاملة.
وأوضح قال ستيف لالا، نائب الرئيس والمدير العام لقسم الحوسبة السحابية الخاصة بالعملاء لدى Dell: ” باعتبارنا أحد أبرز المزودين للمنتجات التقنية الجوالة، نعتبر أنه من الهم جداً البقاء على إطلاع ومعرفة للمشهد التقني المتغير بحيث نتمكن من توفير الحلول الصحيحة لقوى العمل المتطورة. وكما تشير الدراسة، لم يعد المكتب التقليدي محصور بين جدران الشركة، فمع انحسار الخط الفاصل بين الحياة المهنية والحياة الشخصية والأجهزة الجوالة، فقد بات من الضروري وصول الموظفين إلى البيانات في مختلف الأوقات سواء كانوا في المكتب أو المنزل أو على الطريق بهدف تعزيز إنتاجيتهم، وتمكين أقسام تقنية المعلومات من حماية وإدارة البيانات في أي مكان”.
أبرز توجهات دراسة القوى العاملة العالمية الصاعدة
التوجهات الرئيسية الناتجة عن الدراسة تركز على مكان وكيفية عمل الموظفين، وعلى أثر التقنيات المنعكس على الحياة الشخصية والمهنية، وعلى التوقعات المرتبطة بأتمتة التقنيات في المستقبل.
المقاس الواحد لا يناسب الجميع: يستخدم الموظفون العديد من الأجهزة أينما ومتى عملوا، وذلك عوضاً عن الاستعانة بجهاز واحد فقط لإتمام مهامهم الوظيفية، فمنهم من يستخدم أجهزة الكمبيوتر المكتبية، وأكثر من نصفهم يستخدمون جهازاً آخر، وهناك من يستخدمون إما الكمبيوترات اللوحية أو الكمبيوترات المحمولة من فئة اثنين في واحد، التي يستعينون بها في العمل بالإضافة إلى الأجهزة الأخرى. ومع ذلك، فإن تبني نموذج العمل بواسطة الكمبيوترات اللوحية أو الكمبيوترات المحمولة من فئة اثنين في واحد آخذ بالنمو، التي سجلت أعلى نسبة استخدام بين المدراء التنفيذيين وفي الأسواق الصاعدة. كما شكل الأداء الأولوية القصوى بالنسبة للموظفين خلال عملهم، وذلك بنسبة 81 بالمائة، ما يشير إلى أنها إما السمة الأولى أو الثانية الأكثر أهمية بالنسبة لهم.
بالإضافة إلى ذلك، يعكس موقع العمل أثراً كبيراً على نوعية وطبيعة الأجهزة المستخدمة، حيث أشار 62 بالمائة من الموظفين إلى أنهم يعتبرون أجهزة الكمبيوتر المكتبية بمثابة الجهاز الرئيسي للعمل، مع أعلى نسبة استخدام لهذا الجهاز في قطاع الخدمات المالية، والرعاية الصحية العامة، والهيئات الحكومية، ولكن عند القيام بإنجاز العمل في المنزل، فإنه يتم استخدام الكمبيوترات المحمولة في معظم الأحيان. أما بالنسبة للأغراض الشخصية، فإن الموظفين يلجئون إلى استخدام المزيد من أشكال التقنيات المتنقلة، حيث يتم استخدام الكمبيوترات اللوحية والمحمولة من فئة اثنان في واحد بنسبة أعلى من استخدامها للأغراض المهنية في المكاتب.
المكتب هو المكان المثالي، ولكنه في نفس الوقت غابة: على الرغم من انتشار سلوك عمل الموظفين من مواقع مختلفة، إلا أن المكتب لا يزال يشكل المكان الرئيسي للعمل. حيث يقضي 97 بالمائة من الموظفين بعض الوقت على الأقل في مقر العمل. وبالمعدل، فإن الموظفين في الأسواق المتقدمة يقضون 32 ساعة أسبوعياً في المكتب، مقارنةً مع 26 ساعة يقضيها نظرائهم الموظفون في الأسواق الصاعدة. كما أشار 35 بالمائة من الموظفين على الصعيد العالمي بأنهم يعملون في الأماكن العامة بمعدل ساعتين في الأسبوع. في حين بلغ معدل عمل الموظفين في خارج المكتب، على غرار التوجه إلى مكتب العميل، أربع ساعات أسبوعياً، بالإضافة إلى خمس ساعات أخرى يقضونها بالعمل من المنزل في الأسبوع، بالمقارنة مع 29 ساعة يقضونها بالعمل في المكتب أسبوعياً.
رغم ذلك، تشكل الملهيات في المكتب مصدر قلق كبير، فالموظفين العاملين في المكاتب يشعرون بأنهم يعملون بشكل أفضل على مكاتبهم (76 بالمائة)، إلا أن 48 بالمائة منهم أشاروا إلى أن عملهم بتعرض للكثير من المقاطعة، فحوالي 1 من كل 5 موظفين يستعمل سماعات الرأس أو الأذن في المكتب، وهذا الاستخدام يتضاعف بالنسبة للذين يشعرون بأنه تتم مقاطعتهم بوتيرة متكررة.
ويبدو أن بيئة العمل في المكتب لا تساهم في زيادة معدل التواصل بين الموظفين، فقد أشار 51 بالمائة من الموظفين أنهم في معظم الأحيان يستلمون الرسائل الفورية والبريد الإلكتروني من زملائهم الذين يجلسون بالقرب منهم، عوضاً عن التحدث معهم بشكل مباشر.
· حوار الإنتاجية – موظفو المكتب مقابل الموظفين عن بعد: بدأت التصورات حول الموظفين العاملين في المنزل تتغير، وذلك مع اعتقاد 52 بالمائة من الناس أن الموظفين العاملين في المنزل منتجون بقدر الموظفين العاملين في المكتب، إن لم يكن أكثر. ومع ذلك، لم يتغير هذا التصور بالدرجة المطلوبة، كون أربعة من أصل عشرة موظفين في كل من الصين والهند وتركيا والإمارات العربية المتحدة يعتقدون بأن الموظفين العاملين في المنزل هم أقل إنتاجية، و29 بالمائة منهم في الدول المتقدمة ليسوا متأكدين من مدى جدوى هذه الفكرة. أم الموظفون الذين يقضون بعض الوقت بالعمل في المنزل، فإن نصفهم يعتقدون بأنهم أكثر إنتاجية في المنزل، أما الـ 50 بالمائة المتبقية منهم، فإن 36 بالمائة منهم يعتقدون بأن إنتاجيتهم في المنزل توازي إنتاجيتهم في المكتب، في حين يرى 14 بالمائة فقط أنهم أقل إنتاجية.
بالإضافة إلى ما سبق، هناك العديد من الفوائد الجلية التي يتمتع بها الموظفين العاملين في المنزل، فـ 30 بالمائة منهم ينامون أكثر، و40 بالمائة منهم يقودون السيارة بدرجة أقل، و46 بالمائة منهم يشعرون بضغط العمل على مستوى أقل، ولكن ليس جميع خصائص العمل في المنزل إيجابية، فهناك العديد من الملهيات بدءً من الزوج أو الزوجة، والأطفال، والآباء، والحيوانات الأليفة في المنزل، كما أشار 20 بالمائة من الموظفين أنهم يمارسون الرياضة بدرجة أقل عند العمل في المنزل، و38 بالمائة أنهم يتناولون الوجبات الخفيفة بدرجة أكبر.
· الحياة المهنية + الحياة الشخصية = الحياة: مع تواصل نمو وازدهار الابتكارات في قطاع التقنيات، أصبح الناس أكثر مرونة من حيث اختيار الزمان والمكان المناسبين لإنجاز التزاماتهم المهنية، فهناك 64 بالمائة من الموظفين على الصعيد العالمي ينجزون بعض الأعمال في المنزل بعد انتهاء ساعات العمل. ومن المتوقع تنامي عمل الموظفين في المنزل ضمن الدول الصاعدة الناشئة، حيث أشار 83 بالمائة بأنهم يتحققون من رسائل البريد الالكتروني بعد ساعة من خروجهم من العمل، مقارنةً مع 42 بالمائة لنظرائهم في الأسواق المتقدمة.
بالمقابل، الخطوط الفاصلة ما بين الحياة المهنية والشخصية غير واضحة بالنسبة للمدراء التنفيذيين أكثر من غيرهم من الموظفين، حيث أشار المدراء التنفيذيون بأنهم يستخدمون التقنيات في حياتهم المهنية بشكل متكرر أكثر من غيرهم من الموظفين (64 بالمائة مقابل 37 بالمائة)، كما أنهم يستخدمون تقنيات العمل في المنزل لأغراض شخصية (45 بالمائة مقابل 20 بالمائة)، ويدخلون إلى مواقع الكترونية / تطبيقات / برمجيات شخصية في العمل (67 بالمائة مقابل 49 بالمائة).
حالياً، أكثر من نصف الموظفين في العالم يستخدمون الأجهزة الشخصية لأغراض مهنية، أو من المتوقع أن يلجئوا إلى ذلك في المستقبل، بينما 43 بالمائة من الموظفين على المستوى العالمي يستخدمون الأجهزة الشخصية في العمل سراً دون علم الشركة، وتعد الهواتف الذكية والكمبيوترات المحمولة الأكثر استخداماً في هذا المجال.
وقال بوب أودونيل، المؤسس والمحلل الرئيسي لدى مؤسسة تيك أناليسيس للأبحاث: “يكمن التحدي الأبرز الذي يواجهه العديد من مسؤولي أقسام تقنية المعلومات في كيفية إدارة وحماية الأعداد المتزايدة من الأجهزة المستخدمة في الشركات والمؤسسات. فقد باتت الهواتف الذكية تشكل الأجهزة الرئيسية المستخدمة ضمن مفهوم استخدام الأجهزة الشخصية ضمن بيئات العملBYOD، الأمر الذي يجبر العديد من الشركات على إعادة التفكير في الأسلوب الذي تتم خلاله إدارة هذه الأجهزة وخصوصاً الأجهزة التي لم يتم شراؤها من قبل أقسام تقنية المعلومات أو التي لا يمكن لهذه الأقسام الوصول إليها بالكامل”.
- · سر سعادة الموظفين؟ التقنيات: أفاد واحد من كل أربعة موظفين على الصعيد العالمي بأنه تأثر بواسطة التقنيات المقدمة له في العمل، وأنه في ضوء تقلد منصب جديد في حال قدمت له تقنية أفضل تساعده على أن يكون أكثر إنتاجيةً. وعلى الأغلب، سيشهد قطاع الإعلام والترفيه حركة أكبر من الاستقالات بسبب الافتقار إلى التقنيات المتطورة. أما من يتقلدون المناصب الإدارية والموظفين على وجه الخصوص في الأسواق الصاعدة، فمن المتوقع استخدامهم لأفضل التقنيات من أجل الحفاظ على وظائفهم في الشركات التي يعملون بها حالياً، أو النظر في الانتقال للعمل في شركات جديدة أخرى.
أفاد 76 بالمائة من الموظفين بأن التقنيات تملك تأثيراً كبيراً على طريقة عملهم خلال العام الماضي، في صرّح 46 بالمائة بأن التقنيات رفعت من مستوى إنتاجيتهم، ومكنتهم من التواصل بشكل أسرع. لكن البعض يشعرون بأن التقنيات المتاحة لهم تحد من إنتاجيتهم، كما أنها أعاقت مسيرة نموهم المهني، وهذا الشعور أكثر وضوحاً في الهند.
كما أفاد أقل من نصف الموظفين على الصعيد العالمي بأن قسم تقنية المعلومات يأخذ بعين الاعتبار آراء الموظفين عند اختيار التقنيات، لكن نظرائهم في الأسواق الصاعدة يشعرون بأن لديهم المزيد من التأثير على الخيارات التي تتخذها أقسام تقنية المعلومات.
· مستقبل التقنيات في بيئة العمل مشرق، ولكنه ليس مؤتمتاً بشكل كامل: عادة ما يتفاءل الموظفون بمستقبل التقنيات، فهم يؤمنون بأنها ستواصل تطورها، وستوفر العديد من المزايا والقدرات للقوى العاملة، لكنها لن تغير بشكل جذري الطريقة التي يعمل بها الناس، فهم يعتقدون بأنه في المستقبل سيتم استخدام تقنية التعرف على الصوت بدلاً من لوحة المفاتيح (92 بالمائة)، وستحل الكمبيوترات اللوحية محل الكمبيوترات المحمولة بشكل كامل (87 بالمائة)، وستستخدم جميع أجهزة الكمبيوتر تقنية التحكم عن بعد بواسطة إيماءات اليد (87 بالمائة)، وستختفي لوحات المفاتيح والماوس (88 بالمائة).
لكن هذه التطورات في قطاع التقنيات لن تحل محل الحاجة للمهارات البشرية في بيئة العمل، حيث يعتقد 34 بالمائة فقط أن أعمالهم سيتم انجازها بشكل مؤتمت بالكامل خلال حياتهم. أما نظرائهم في الدول الصاعدة، وعلى وجه التحديد في دولة الإمارات العربية المتحدة والهند وتركيا، فإنهم أكثر استعداداً للاعتماد على التقنيات، في حين يبحث زملاؤهم في كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة واليابان عن لمسة أكثر إنسانيةً في حياتهم المهنية.
ومع تغير بيئة العمل والقدرة على الوفاء بمسؤولياته في المنزل أو في مقر العميل أو حتى في الأماكن العامة، كالمقاهي و وسائل النقل العامة، أصبحت الحلول المتنقلة من الأولويات الهامة. و وسط هذا التدفق الهائل، أضحت التقنيات المتنقلة والواجهات البديلة تلعب دوراً متنامياً، حيث تعمل الكمبيوترات المحمولة، والكمبيوترات اللوحية، والهواتف المحمولة، والكمبيوترات المحمولة من فئة اثنان في واحد، والسيرفرات، وأسطح المكتب الافتراضية، على تقديم إمكانيات وقدرات متعددة الجوانب وغير مسبوقة في مجال الأدوات المستخدمة في تقنية المعلومات.
يجب على رواد الأعمال ومدراء تقنية المعلومات وخبراء الموارد البشرية الأخذ بعين الاعتبار التوصيات التالية، وذلك من أجل استقطاب والحفاظ ودعم وتحفيز القوى العاملة العالمية بشكل أفضل:
العمل الذي يستند إلى النشاط:توفير التقنيات المناسبة للمنصب، وهو ما يعني توفير عدة أجهزة.
- النفاذ السلس: توفير وصول سهل وسلس للبيانات والتطبيقات باستخدام أي جهاز في أي وقت وبأي زمان.
- الأمن:التأكد من أن جميع الشخصية المستخدمة ضمن بيئات العمل مرخصة ومحمية، مع قدرة المستخدم على الوصول إلى المعلومات بشكل آمن.
- البيئات المتنوعة: مع استمرار التطور والابتكار في عالم التكنولوجيا، بات الأشخاص يتمتعون بمرونة متزايدة لاختيار متى وكيف يؤدون التزاماتهم المهنية، لذلك يحتاج أرباب العمل لتوفير الأدوات التي تمكنهم من تحقيق الكفاءة المنشودة في أعمالهم. أما بالنسبة لؤلئك الذين لا يتمتعون بهذه المرونة (قطاع التصنيع، الرعاية الصحية، التجزئة وغيرهم) فإنه من الهام جداً بالنسبة لهم وجود مجموعة متنوعة من بيئات العمل المتاحة التي يمكن أن تلبي احتياجات ومتطلبات الأعمال الحالية لديهم.