مقالات

لحظة من فضلك السعادة هنا!!

بقلم: عقيلة الغامدي:

يوم السعادة العالمي … هل هو يوم او رحلة او محطة ؟!
كثير منا يبحث هناك ،، ويترك هنا
ينظر هناك ، وينسى ان ينظر هنا ،، لحظة من فضلك !
لطالما تسائلت واتوقع انتم كذلك ؟ لماذا يبحثون عن السعادة هناك؟ وليس هنا!
وتسألت فعلاً لماذا نبحث عن السعادة بعيدا. هذا السؤال دفعنى إلى البحث والقراءة كثيرا والتأمل في مجريات الأحداث من حولى ، وتوصلت إلى عدة من وجهات النظر حول السعادة الداخلية لكثيرين على وجه الأرض،،
فكانت الاجابات انطلاقاً من محاولة لاستخلاص ذلك المعنى الخاص ، حيث تعدّ السعادة إحدى المشاعر الإنسانية التي يحسّ بها الإنسان عند حصول أمر يثير في نفسه البهجة، ويترك لديه شعورًا بالارتياح تجاه الأشخاص أو تجاه المواقف التي تحدث معه في الحياة اليومية، ويختلف هذا المفهوم من إنسان إلى آخر حسب طبيعة الإنسان، وثقافته، واهتماماته، والأسباب التي تجعله سعيدًا، فبعض الناس يرى في اعتزال الناس سببًا للسعادة، وبعضهم الآخر يرى في الزواج مصدرًا للسعادة، وهناك من يبحث عنها من خلال تحقيق الأحلام المتعلقة بالحصول على درجة علمية معينة، أو الوصول إلى منصب محدّد في شركة مرموقة. ولا يخفى عليكم فقد ينعكس شعور الإنسان بالسعادة على مظهره الخارجيّ، وعلى التصرّفات التي يقوم بها، وعلى علاقته بالناس الذين يقابلهم في الحياة، فالنشوة التي يتحصل عليها الإنسان السعيد تجعله يتصرف على نحو يظهر فيه الارتياح، ما يزيد حبّه لحياته، وللأشياء التي يمارسها وإن كانت روتينية، بخلاف الإنسان الذي لا يشعر بالبهجة، والتي تظهر عليه علامات الضجر من الحياة، فلا يحب ما يعمل به، وتحتوي حياته على الكثير من التوتر في علاقته من الأشخاص الذي يتعامل معهم .
جميعنا يتفق على كون سعادة الناس من أهم مصادر السعادة بالنسبة للإنسان السويّ، فهو يبحث عن مصالح الناس، ويسأل عن حاجاتهم، ويحاول مساعدتهم بكل ما يستطيع ضمن الإمكانيات المتاحة له، وكل هذا يؤدي إلى دخول الإنسان إلى قلب الآخرين، وامتلاكه مكانة خاصة تجعله يشعر بأنه مقبول بين الناس، وقادرٌ على نشر البهجة في وإدخال السرور إلى حياتهم ولو كان ذلك بأشياء بسيطة،كالكلمة الطيبة أو بالابتسامة، وهذا كان دأب النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في تلمُّس حاجات الناس، والبحث في مصالحهم، والاستماع لهم، ومحاولة حلّ الخصامات والتقريب بين وجهات نظر المتخاصمين.
لما لا نحاول الجمع بين السعادة الدنيوية التي تحدث بسبب تحقيق الرغبات الحياتية المختلفة، والسعادة المرتبطة بالآخرة والتي تحصل من التزام الإنسان بأوامر الله تعالى، والسير على نهج النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-، وتحويل العقيدة الإسلامية إلى نهج سلوكي يظهر من خلال البشاشة في معاملة الناس، وتمثّل أخلاق الإسلام من صدق في الحديث، وأمانة في التعامل، ودفع الأذى عن أخيه المسلم، وعدم التعدي على حقوق الناس، وعدم تقديم مصلحته الخاصة على مصالح الناس.
فعلى الإنسان ألّا يبالغ في شعوره بالسعادة، وأن يفسح المجال لنفسه كي يشكر الله تعالى على ما وهبه من نِعَم، كما ينبغي ألّا يدفعه الشعور بالبهجة إلى التعبير عنها بشكل يسيء فيه إلى نفسه ويضر به الآخرين، وهذا ينطبق على بعض الحالات التي تقوم ببعض الممارسات الخاطئة عند الشعور بالبهجة، ومن أمثلة ذلك ما يحدث من إطلاق للعيارات النارية في الأفراح، أو عند نجاح بعض الأشخاص في الوصول إلى درجة علمية معينة.
نتذكر قوله تعالى ”وفي انفسكم افلا تبصرون” انظر إلى نفسك كيف انشأك الله في أحسن تقويم .كيف أسماك الله خليفته في الأرض وسخر لك الكون وتشعر بالتعاسة .قال تعالى “اذ قال ربك للملائكة انى جاعل في الارض خليفة”
وتذكر قوله تعالى” من اتبع هدايا فلا يضل ولا يشقي*ومن اعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا”.وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ليس الغنى عن كثرة المال،ولكن الغنى غنى النفس”.فهنا نجد السعادة تنقسم إلى قسمين سعادة دنيوية وسعادة آخروية .
الدنيوية :وهي التوكل على الله وحسن الظن وعبادة الله وأن لا نرهق أنفسنا بامر الدنيا كثيرا ولا يشغلنا سوى أنفسنا لكي نستطيع التغلب على كل اختبارات الحياة.
والسعادة الاخرويه:هي ذات السعادة الأبدية الدائمة الخالدة ،وهي مرتبة على صلاح المرء في حياته
من هنا ومن وجهة نظري أرى ان السعادة هي شعور بالطمانينة والرضا يقذفه الله سبحانه في قلب من يطيعه بحيث يفعل ما أمره الله به وينتهي عن ما نهاه عنه وهو ما يعرف بتقوى الله وهو بلا شك ليس بالشيء السهل فلا بد من مجاهدة النفس والاستعانة بالله على ذلك أن يوفقك اليه سبحانه ويرجع الأمر كله له ،و على الإنسان أن يحاول ان يعيش في وسط نظيف يعينه على أن يحيا حياة مستقيمة فإن نجح في ذلك بعد جهد وبعدها ستهدا نفسه ويطمئن قلبه بإذن الله ، وسوف نتوصل إلى السعادة في داخلنا
عندما نضع لها اشكال متعدده وكلما بسطنا تفاصيلها اصبح الوصول لها ايسر واسهل واسرع .وكلما تفنن بصنعها لذواتنا سنتمكن من مشاركتها للآخرين .
وحيث لا تتشابه طبيعة كل إنسان عن غيره، فما يرتاح له فرد محدد قد يزعج غيره، وما يزعج غيره قد يشعره بالراحة والسرور، فعلى كل إنسان أن يراجع ذاته ليرى ما يسبب له الإزعاج ويتخلص من تلك المسببات كي لا تؤثر سلباً على حياته وتسبب له صعوبة النوم وعدم السكون، وأن يعمل بجد كبيرً على توفير الأشياء التي تسبب له السكون والسرور. وعليه نقر ان للسعادة مفهوم وتعريف خاص بكل شخص يختلف وقد يتشابه من وقت لآخر حسب احتياجه واعتقاده ،فكلما زاد وعيه بما يريد سيجد لحظات ولحظات مميزه تمر به ومعه ومن خلاله . وكلما تنوعت اهداف المرء للسعادة لتشمل جوانب عجلة حياته فبعض من تلك الاهداف والممارسات والسلوكيات للجانب الشخصي ، والجانب الروحي، والجانب المالي ،والجانب الصحي ، وجانب العلاقات ، وجانب المهنة ،وجانب الاسرة . هنا تتوازن عجلة السعادة وفق لعجلة الحياة لنعتاد ان ننوع صناديق السعادة لتوسيع الخيارات لتكون حياتنا اكثر فرصها سعيدة ومابين شكر وصبر ورضا نحلق في فضاء السعداء .تذكر السعادة هنا.
خبير استشاري للموارد البشرية والسعادة
عضو مؤسس لجمعية السعادة المهنية
كوتش عقيلة الغامدي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى