ثلاث شخصيات
بقلم – عدنان صعيدي:
ظهور صور الأستاذ محمد الشبل مع الأستاذ عبد الرحمن التركي غير مسار هذا المقال فسرعان ما تداعت لدي المعاني كي ابحث عن رابط الصداقة بين التركي والشبل فكلاهما عمل في مجال التعليم وكلاهما حظي بثناء طلابهم، وزاد من تغير مسار المقال حضور اسم شخصية ثالثة هو الأستاذ محمد عبد الصمد فدا الذي كان اول مدير للمدرسة العزيزية الثانوية بعد ان كان مديرا للمدرسة الرحمانية التي تضم المستويات الثلاثة ( الابتدائي والمتوسط والثانوي) وقد خلفه في الإدارة الأستاذ محمد الشبل الذي كان مدرسا في المدرسة الرحمانية ذاتها .
وبتحريض ــ غير متعمد ــ من مقال للأستاذ الزميل حسين بافقيه في جريدة الوطن ” في ذات الأسبوع الذي تلقيت فيه كتاب الدكتور إبراهيم التركي ” بعنوان ( هل تستعاد أيام الثغر النموذجية ) وجدت نفسي وبشكل متعمد تغير مسار المقال حيث يتحدث الأستاذ بافقيه عن مدرسة الثغر ومنهجها التعليمي واول مديرلها الأستاذ محمد فدا < الفقيه، والمربي، والاديب، والشاعر> كما قيل في ترجمته وفق ما ذكر ذلك في مقاله الأستاذ بافقيه .
لم يسعدني الحظ للتعرف على الأستاذ عبد الرحمن التركي لكن معرفتي بابنه الدكتور إبراهيم تشير الى انه استقى علما وادبا من والده وقد اكد ذلك ثناء الدكتور احمد العرفج في كتابه، كما ان ما استعرضته من شهادات لتلاميذ وزملاء واصدقاء أوردها الدكتور إبراهيم في الكتاب اكدت لي ان منهج التربية والتعليم لدي الأستاذ التركي والأستاذ الشبل واحد فقد نالني من تأديب الأستاذ محمد الشبل كما نال غيري ممن تدفعه المراهقة الى شغب او تقصير، ولكن أسلوب الأستاذ الشبل تربوي بعيد عن الغلظة، وكان يمتاز بهدوء حتى في حياته خارج المدرسة حيث كنا نشاهده يمشي بسكينة ووقار وهو ذاهب للمسجد الحرام او يشتري احتياجاته من سوق المعلاة القريب جدا من مسكنه في شعب عامر، لكننا نحرص الا يرانا فان صدف وشاهدنا فانه يمضي دون التفات وكأنه لم يشاهدنا