تساؤلات عن كيفية فصل الحياه اليومية عن الإعلام..
بقلم – فاطمه شاهر البشري:
هل يمكننا فصل الإعلام عن بعض جوانب حياتنا اليومية؟ وكيف للإعلام أن يستكمل مقوماته ووسائله الصحيحة في مجتمع ما؟
إن مسألة الفصل بين الإعلام والحياة اليومية أصبح من المستحيل في ظل ثورة المعلومات التكنولوجية، نظرا لتأثر طرفي المعادلة كثيرا ببعضهما، إذ ان الإعلام هو دفة المجتمع وبإمكان الممسك بهذه الدفة توجيه المجتمع نحو الوجهة التي يريد حتى وان لم تكن صحيحة، فهو يعتمد وبشكل كامل في ديمومته على المجتمع، والذي يعتبر التربة الخصبة لنجاح العمل الإعلامي.
اما كيف يستكمل مقوماته الصحيحة فيجب أن تكون هناك رقابة مجتمعية مستمرة هدفها تصحيح الأخطاء وترسيخ مفاهيم تصلح المجتمع، كون مقومات الإعلام الأساسية (المصداقية، المهنية، الموضوعية، الحيادية) هذه كلها من المستحيل ان تجدها في أي مؤسسة إعلامية في الوقت الحاضر كونها تعتمد في تمويلها على جهة معينة سواء تعمدت إبراز هذا الجهة أم لا.
الإعلام بلا حرية معرض لفخ السلطة، وصحافة بلا مثقفين كبيت بلا أعمدة، فنجاح الإعلام في رسالته يحتاج حرية تمنعه من المداهنة، ومثقفين يمتلكون من الوعي ما يرشدون به المجتمع؛ يعصمونه من التهور خلف العواطف ويضيئون له طريق الاستنارة.
اليوم لابد من الاعتماد على التربية التكنولوجية أو الإعلامية في المستويات الدنيا من التعليم، وتدريب الناشئ الصاعد على كيفية التعامل مع وسائل الإعلام، والمحتويات التي تبثها وتنشرها وذلك لتحقيق أقصى إشباع وتحاشي التأثيرات السلبية لوسائل الإعلام على كافة الجوانب والمستويات.