مقالات

 لكم منًا تاج الشكر

بقلم – عبدالله بن محمد بن سليمان اللحيدان:
المدير العام السابق لفرع وزارة الشون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمنطقة الشرقية

من منا لم يعرفكم ، ولم يسمع أخباركم ، أو ير إنجازكم ، بما قدركم الله جل وعلى عليه مما يوجب شكره ومن شكره علينا أن نشكركم ، يا لأياديكم البيضاء كلباسكم ، ويا لنصحكم لنا ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول (النَّصِيحَةُ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ ) ، وإنا قد رأينا أنكم أظهرتم النصيحة ، ونشرتم الطمأنينة ، وكافحتم ، وبذلتم ، وبينتم حقيقة الأمر مذ أول وهله ، تقصيتم فنقلتم ما بان لكم ، أديتم أمانة المعرفة وامانة المهنة ، حميتم مجتمعكم من وبال الإهمال ، وأعنتم على اتخاذ القرار الصحيح في الوقت الصحيح ، جاءت الكربات فأظهرتكم كباراً ، وتوالت الصعوبات فغدوتم لنا عصائب ، خففتم روعنا ، وحميتم حمانا ، وشددتم أزرنا ، حرصتم ليبقى تاج الصحة على رؤوسنا ، فكنتم الأحق بتاج الشكر منَّ الجميع على رؤسكم ، فشكر الله لكم ـ شكر الله لك يا معالي وزير الصحة ، شكر الله لك وجزاك خير ما جزى مخلصاً لدينه ومليكه ووطنه ومجتمعه ، وجزى خيراً كل أعوانك على الخير والبر والجهد المشكور والعمل المبرور ، شكر الله لمتحدثكم الناصح البار ، الذي غدونا ننتظر كل يوم بشائر مؤتمره الجبار ، لنجد ما يوضح مع ما يطمئن ، مع ما ينبه ، مع ما يبين ، في عمل وفق الله إليه كل من ساهم في إظهاره بهذه الصورة المبهرة التي لم نجد لها مثيلاً ، شكر الله لطواقم الصحة ، وعمداء الكليات الطبية والبحثية ، ومدراء المستشفيات ، والاستشاريين والاخصائين ومساعديهم من الممرضين والمسعفين والمتطوعين ، وعند ذكر المتطوعين يكاد القلب أن يتوقف وهو يفكر بكل المخاطر التي تحيط بالممارسين لأعمال الفحص والمعالجة والإشراف ثم يجد من يتطوع معهم لذلك ، ليكون البرهان أن الطب في الأزمات يتجاوز كونه مهنة ليغدوا عملاً فاضلاً عظيماً ، فهنيئا لنا بوجودكم جميعاً وهنيئاً لكم فوزكم المنتظر ، وربنا يقول {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} أحياها :أي تسبب لبقائها بمنع قتلها ، أو استنقاذها من سائر أسباب الهلكة بوجه من الوجوه ، فالمرجو لكم من الله أنكم تستنقذون الأنفس من الموت بأن يجازيكم الثواب العظيم من عنده ، لقد أحسنتم وأجدتم- كما نحسبكم – يا أبطال الطب ، ويا فرق الصحة في جهودكم العظيمة لجلب المنفعة للناس ورد الشرور عنهم ، وأحسنتم في تتبع انتشار هذا الوباء ومحاصرته ، وأجدتم بتجييش فرق المسح الميدانية لانتشال المصابين وحماية الغافلين منهم ، أحسنتم بتكوين ودعم فرق الباحثين في الأوبئة وتخصيص الحوافز لهم ، وأجدتم في بطولاتكم المتعددة ، فشكر الله لكم عدد ما يرضيكم يوم الدين ، وإذ نشكر وتستحقون منّا الأكثر ، فنختم بخير ذكرى، باستخدام الأذكار الربانية في المعالجات ومواجهة الشدائد ، كما قرأ النبي صلى الله عليه وسلم على نفسه والناس وأقر من عالج اللديغ بالفاتحة ، ومِن صِدقِ الإيمانِ أنْ يَتيقَّنَ المؤمنُ أنَّ اللهَ هوَ كافيه في ما أهمَّه وألَمَّ بِه فالله الله بذلك ، قال ابْنِ عَبَّاسٍ، حَسْبُنَا اللَّهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ، قالَهَا إبْرَاهِيمُ عليه السَّلَامُ حِينَ أُلْقِيَ في النَّارِ، وقالَهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حِينَ قالوا: {إنَّ النَّاسَ قدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إيمَانًا، وقالوا: حَسْبُنَا اللَّهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ} وفقكم الله وشكر لولي أمرنا وأثابه لما حققه الله بكم ، وجعل الشفاء على أيديكم فإنه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً ) فاللهم يسر الدواء لهذا الداء وأعن القائمين على صحتنا وأجزهم عنا خير الجزاء واجعلنا جميعاً من الراشدين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى