دعم سعودي للصحة العالمية
بقلم – أحمد صالح حلبي:
تعد المملكة العربية السعودية واحدة من أبرز الدول الرائدة في الأعمال الإنسانية والإغاثية والتنموية في العالم، وحرصت على مد يد العون والمساعدة للجميع، وبرز اهتمامها الإنساني في المساعدات المقدمة للدول العربية والإسلامية والصديقة، للتخفيف من معاناتها نتيجة للكوارث الطبيعية، أو الحروب والصراعات التي تتعرض لها.
واستجابة للنداء العاجل الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية لجميع الدول بالعمل على تكثيف الجهود لاتخاذ إجراءات عالمية لمحاربة انتشار فيروس كورونا، وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – يحفظه الله – بتقديم دعم مالي قدره 10 ملايين دولار أمريكي لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة فيروس كورونا «كوفيد – 19»، ويمثل هذا الدعم واحدا من البرامج والخدمات التي تقدمها المملكة لدول العالم، وليس بالجديد أو الأول ولن يكون الأخير، فقد دأبت المملكة على تقديم يد العون والمساعدة لهذه المنظمة وغيرها من المنظمات والمؤسسات الإنسانية، ففي ديسمبر الماضي وقع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، عقدا مع منظمة الصحة العالمية لتأسيس برنامج وقاية ومكافحة العدوى والتوعية بمخاطر الإيدز في إقليم السند بجمهورية باكستان، يستفيد من المشروع 22,000 فرد بشكل مباشر و48 مليونا بشكل غير مباشر.
والمشروع يدعم مكافحة العدوى والتحكم فيها في إقليم السند ويتضمن ثلاث قواعد أساسية، الأولى تأسيس نظم للتحكم بالعدوى، والثانية تدريب الأطباء والعاملين في الصحة على منع العدوى، والقاعدة الثالثة التنظيم وتوفير الأجهزة والأدوية.
وقبل أيام قلائل مضت، وصلت إلى مدينة ووهان الصينية، دفعة جديدة من المساعدات السعودية المقدمة من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والتي تضمنت 60 جهازا للأشعة الصوتية، و30 جهاز تنفس صناعي، و89 جهازا لصدمات القلب، و200 مضخة حقن وريدية، و277 جهازا لمراقبة المرضى، و500 مضخة محاليل وريدية، و3 أجهزة لغسيل الكلى، إنفاذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتقديم مساعدات عاجلة للصين، بما يسهم في تجاوز آثار فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19)، تأكيدا للدور الإنساني الريادي للمملكة في رفع المعاناة الإنسانية عن جميع الشعوب المتضررة والمحتاجة في أنحاء العالم.
وأكد سفير الصين لدى المملكة السيد تشن وي، أن المساعدات السعودية ستؤدي دورا مهما في مساعدة الأطباء العاملين في الصف الأمامي لمكافحة كورونا، وستشكل دعما معنويا للشعب الصيني.
وما تقدمه المملكة من مساعدات مكنها من الحصول على المرتبة السادسة ضمن قائمة أكبر 10 دول مانحة للمساعدات الإنمائية في العالم – طبقا لإحصاءات منظمة الأمم المتحدة – العام الماضي، وقد تجاوز إجمالي ما أنفقته المملكة على برامج المساعدات الإنسانية خلال الأربعة العقود الماضية 115 مليار دولار، استفاد منها أكثر من 90 دولة في العالم.
ومكنتها هذه المرتبة من الحصول على الموافقة الدولية للانضمام بصفة مشارك إلى لجنة المساعدات الإنمائية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (باريس – OECD) التي تعد أكبر تجمع للدول المانحة في العالم.