مقالات

عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ

بقلم – عبد العزيز بن محمد أبو عباة

ايام قلائل تفصلنا عن تلك المناسبة التي تتسم بالقدسية، والحميمية والمشاعر الفياضة تجاه الاخرين تعبيراً عن الامتنان او الفرح بها أنها مناسبة عيد الفطر المبارك الذي سيطل علينا ونحن لم نزل نقاسي ويلات جائحة كورونا وقد فرض على الجميع التمسك بقواعد السلامة التي وجهت بها الدولة من التباعد الاجتماعي وعدم الإختلاط واتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب الاصابة بجائحة كورونا، وخلف هذا الركام والتداعيات يسطع شعاع بين هذه السحب المظلمة انه شعاع الامل والرجاء في رحمته بكشف الغمة واصلاح حال الناس الى افضل مما كانوا عليه، ونحن في خضم هذه الأزمة يجب ألا نخفى ابتساماتنا وفرحتنا بهذا اليوم الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم للصائم فرحتان: فرحه حين يفطر، و فرحة حين يلقى ربه”، يقول ابن رجب – رحمه الله -: أما فرحة الصائم عند فطره: فإن النفوس مجبولة على الميل إلى ما يلائمها من مطعم ومشرب ومنكح، فإذا منعت من ذلك في وقت من الأوقات، ثم أبيح لها في وقت آخر فرحت بإباحة ما منعت منه، خصوصاً عند اشتداد الحاجة إليه، فإن النفوس تفرح بذلك، فهكذا يأتي عيدنا بعد عبادة هي من أعظم العبادات ألا وهي عبادة الصوم وفي الحديث (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) وهذا يستلزم منا شكر الله وحمده على نعمه الظاهرة والباطنة فكون العبد يخرج من الصيام وقد غفر له ما تقدم من ذنبه ، ثم يفطر بعد ذلك في يوم العيد فهذا من حمد الله وشكره وفي الحديث: “إن الله ليرضى عن عبده أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، ويشرب الشربة فيحمده عليها “.

ونحن كمسلمين يجب أن تكون أفراحنا منضبطة بضوابط الشرع بعيداً عن المحرمات والملهيات، لأن سمة الفرح عندنا يعد تعبيرا عن شكرنا لنعم الله الكثير علينا يقول تعالى ( قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)، ومن مقتضيات الفرح في العيد زيارة الأهل والأقرباء والترضي عن الوالدين وطلب السماح منهما أن كانا على قيد الحياة ، والترحم عليهما إذا كانا متوفيان، ولا ينبغي في هذه الأيام اعادة الحزن على من فقدناهم بل الواجب هو الدعاء لهم ، وعلينا في هذا اليوم المبارك السعي لإدخال السرور في نفوس الأطفال بمنحهم الهدايا وبذل العطاء لهم ، والتصدق على الفقراء والمساكين والأيتام والأرامل، ولكن في ظل كورونا فإن العيد في هذا العام أصبح مغايراً ومختلفا عن الأعياد السابقة ، ولهذا من الصعب ممارسة الفرح من خلال الزيارات ، والتواصل الاجتماعي حيث إن هذا الفيروس ينتقل بواسطة المخالطة والتقارب الاجتماعي ولهذا لا بد من التحلي بالاحتياطات التي اتخذتها الدولة لحماية المواطنين والمقيمين كالتواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي والبث التلفزيوني ( تطبيقات زووم) بالإضافة إلى التباعد الاجتماعي والسلام بالإشارة في حالة اللقاءات العابرة إلى أن يفرج الله عن هذه الأمة ، ونعود كما كنا من قبل فنمارس حياتنا الطبيعية.

وأخيراً فلنفرح في هذا اليوم السعيد ، ونبتهل إلى الله لإزالة هذه الغمة وكل عام وانتم بخير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى