مقالات

حلمنا .. مدينة الملك خالد الطبية

بقلم – محمد البكر:

عندما نطرح قضية مثل قضية اليوم ، تتعلق بأمراض قاتلة ، وأوجاع لا تحتمل ، فإننا نطرحها لأنها لا تقبل التأجيل أو التأخير . وعندما نضيف لها عمليات زراعة الأعضاء ، فإننا نسلط الضوء على أناس ربما يموتون في أي لحظة . فنجاح مثل هذه العمليات يعتمد على السرعة وتوفر إمكانات وبنية تحتية متطورة . وعندما نقول إن الحالات اليومية والتي يستقبلها المستشفى التخصصي الوحيد في الشرقية ارتفعت من 20 حالة يومياً إلى 50 حالة ، فإننا ندق ناقوس الخطر، ونعلق جرس إنذار بأن الأمر تجاوز حدوده ، وأن حياة المرضى باتت حرجة .

الحديث عن صحة المواطن ، عن حياته ، عن مستقبل أسرته من بعده ، عن الأحزان والآلام التي يعانيها هو وأسرته ، ليس كالحديث عن مشروع متعثر ، أو شارع بحاجة لسفلتة ، أو “حي” بحاجة إلى تطوير . فكل ذلك يقبل التأخير والتأجيل . لكن مرضى الأورام وزراعة الأعضاء ، لا يحتملون تأخيرا ولو لدقيقة واحدة .

في الشرقية لدينا مستشفى تخصصي واحد هو مستشفى الملك فهد بالدمام ، والذي بُني كمستشفى عام . وكلنا يعلم بأن هناك فارقاً كبيراًٍ بين احتياجات المستشفيات التخصصية والعامة . ناهيك عن أن مبانيه بقيت مهملة لأكثر من عشرين سنة قبل أن تستكمل ، مما أوصلها لمرحلة لا تفي حتى لو استخدمت كمبانٍ سكنية وليست مباني لمستشفى تخصصي .

كل من أضطر لمراجعة ذلك المستشفى مريضاً كان أم مرافقاً ، يعرف بأن عدد المرضى أكبر بكثير من استيعاب هذا المستشفى مكاناً وكوادر وإمكانات . فرغم ما تقوم به الإدارة التنفيذية للمستشفى من جهود وأفكار خارج الصندوق ، ورغم ما يبذله الأطباء الأكفاء من عمل إنساني خالص ، إلا أنه وكما يقال “الشق أكبر من الرقعة” .

إن الوضع الحالي أصبح خطيراً جداً ، وأي عملية للتجديد أو الترقيع لهذا المستشفى لن تكون مفيدة أبداً . إذن ما هو الحل ؟! في اعتقادي أن الحل الوحيد يكمن في إحياء مشروع مدينة الملك خالد الطبية بالشرقية والتي كان من المفترض أن يبدأ العمل بها مع بداية بداية عام 2016 حسب ما صرح به المدير العام التنفيذي لمستشفى الملك فهد التخصصي الأسبق د. مبارك الملحم على موقع أرقام بتاريخ 29l6l2016 . بتكلفة 4.65 مليار ريال،وعلى مساحة 700 ألف متر مربع، وتضم مستشفى بسعة 1500 سرير، بالإضافة إلى مجمع سكني ومركز اللبحوث وأكاديمية طبية دولية .

إنني هنا أناشد سمو سيدي ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان ، بأن يوجه باعتماد هذا المشروع الذي توقف منذ ذلك التاريخ ، لما فيه من مصلحة عاجلة لمرضى الأورام ومحتاجي زراعة الأعضاء . والله يحفظه لنا وللوطن ذخرا . ولكم تحياتي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى