مقالات

تنمية الأخلاق

بقلم – مشهور عوض الجهني:

تنمية المهارات الشخصية وتطوير الذات وطرق التعامل مع الآخرين وغيرها من المهارات هي أساسيات مهمه للنجاح الاجتماعي والوظيفي ولتحقيق الأهداف المختلفة والطموحات المتعددة في هذه الحياه ، لكن هناك مهارات أخرى يجب أن نتدرب عليها وننميها في نفوسنا وهي متداخله مع تلك المهارات الحياتية التي تحدثت عنها لكنها أكثر أهميه ؟
ألا وهي تنمية وتطوير أخلاقنا و صفاتنا الإنسانية ؟
وهذه الصفات الإنسانية التي سأتحدث عنها لا علاقة لها بالمهارات الانسانية التي يتعلمها القادة وأصحاب العمل لتطوير أعمالهم وزيادة الانتاجية في إداراتهم ومؤسساتهم بل هي الصفات الإنسانية السامية والأخلاق الكريمة وبذور الخير الكامنة في أعماقنا والتي تحتاج أيضا للتطوير والتدريب والغاية هي تحقيق أهداف أكثر سموا من الأهداف المادية التي تحققها المهارات الحياتية الأخرى .
فالكثير منا يمتلك نوايا حسنة ويخطط لفعل الخير ويتحدث عن الحلم والصدق والأمانة والرحمة والعدل وغيرها من القيم والأعمال الجليلة والصفات الكريمة لكنه ينجرف مع هذه الحياه وينسى وعوده لنفسه ولا يلتزم بتطبيق بعض هذه السلوكيات الراقية ولا يتصف بهذه الصفات النبيلة لأسباب كثيره رغم حسن نواياه ، ولذلك فنحن جميعا نحتاج لتنمية وتطوير صفاتنا الانسانية ونحتاج أيضا لتدريب مستمر عليها لنعود أنفسنا على القيام بها لأنها حتى لو كانت فطرة في بعض الناس لكن يستطيع الجميع إمتلاكها بالتدريب والتعود وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم ) هي دعوه لتدريب النفس على الحلم والصبر وعلى كل صفة نبيلة وخلق كريم ودعوة لتطوير الذات والرقي بالنفس لتحقيق أعلى الدرجات وهو أيضا دليل على أن الأخلاق الكريمة من الممكن إكتسابها بالتدريب والممارسة والتعود لإن العادة تتحكم بالإنسان وتؤثر على سلوكه وتصرفاته
لنرتقي بأنفسنا وننمي إنسانيتنا بممارسة هذه الأخلاق الكريمة حتى نعتادها ونلتزم بها طوال حياتنا ، ولنبتسم في وجوه الناس ونسهل أمورهم ونقضي حوائجهم ونتعامل بالصدق معهم ونتجنب ظلمهم والأضرار بهم ولنكرم ضيفنا ونصل رحمنا ولنرحم مخلوقات الله ليرحمنا الله .. ولنكن أكثر إنسانية، وهذا هو أعظم إنجاز يحققه الانسان في هذه الحياة هو التطوير الحقيقي للذات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى