مقالات

الأسرة والوطن ..!!

 

بقلم – أحمد سليمان النجار: 
مستشار أسري وتربوي معتمد
مدرب دولي محترف معتمد
‏3h_live@

قل ما شئت عن الشهرة و عن اقتحام الأخطار ، فإن كل أمجاد العالم و كل حوادثه الخارقة للعادة لا تعادل ساعة واحدة من السعادة العائلية …
بيكنسفيلد

الأسرة – صغيرةً كانت أو كبيرةً – هي الحصن والحضن , حصنُ يقي أفرادها كثيراً من متغيرات الحياة ومصاعبها ومخاطرها وظروفها الصعبة , وحضن يلتم فيه شمل افرادها فيشعرون بالراحة والأمان والقوة والقدرة على تقديم الأفضل , ولولم تكن للأسرة أهمية بالغة ودورٌ عظيمٌ في حياة ألإنسان , لم يوجد الله – جل جلاله – هذا التركيب من الأساس , فآدم – عليه السلام – كان في جنة مضمونٌ له فيها أن لايشقى ولايجوع ولايضحى ولايعرى , ومكفولٌ له فيها كل احتياجاته , ولكن – وعلى الرغم من ذلك – اختار الله ضلعاً من أضلاع صدره ليخلقَ حواء – عليها السلام – لتتكون أول أسرة في تاريخ البشرية , فالله – سبحانه – كان يعلم بعلمه القديم أن آدم – عليه السلام – سيأكل من الشجرة التي نُهي عنها وسينزل بسبب ذلك إلى الأرض , حيث الشقاء والمعاناة والتعب والمتغيرات , وهنا يظهر دور الأسرة الحقيقي في الحماية والتعزيز والتمكين والقوة , وكذلك موسى – عليه السلام – النبي المُختار القوي ذي العزم كليم الله , أحتاج للأسرة متمثلةً في أخيه هارون – عليه السلام – يشد من أزره ويقويه وينصره ويعينه على أداء مهمته العظيمة ..!! ومن المعروف سلفاً – وكما يقول علماء الاجتماع – أن الأسرة تنقسم إلى نوعين اثنين , الأول : هو مايُعرف بالأسرة المُمتدة , والثاني : الأسرة النووية , والأسرة المُمتدة هي التي تمتد إلى الأخوال والأعمام والأجداد والجدات والفروع من ابناء وبنات الأخوال والأعمام , وهذا النوع من الأسر يملك قوة كبيرةً على الحماية والاحتواء وله ايجابيات عظيمة للغاية , إلا أنه وفي بداية الثورة الصناعية , بات هذا النوع من الأسر يمثلُ عبئاً على كاهل المجتمعات الصناعية , بسبب صعوبة التنقل وتكاليف الإعاشة , فبدأ الفكر الصناعي يعمل نحو إيجاد الأسرة النووية , وهي التي تتمحور حول نواتها , فلا تتجاوز الأب والأم والأخوان والأخوات بأي ظرفٍ من الظروف , ثم بدأ هذا النوع – بسبب توافر وسائل المواصلات وانتشاروسائل التواصل – بدأ في الانتشار ليحل محل الأسرة الممتدة الصحية القوية ..!!
ووطننا العظيم ، إنما يستمد قوته من بناء أسري قوي متماسك يُخرج للمجتمع بناءة من الجنسين ، أصحاء أقوياء متشربون حُب الوطن مؤمنون به عاشقون لترابه ، عقولهم تُفكر للوطن ، وقلوبهم ممتئلةٌ بحب الوطن ، وأقدامهم تمشي في خير الوطن ، وأيديهم ، يدٌ تبني وتزرع وتنشر السلام ، ويدٌ تقصف من أراد المساس بالوطن ..!!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى