مقالات

درّب وطنيّتك

 

بقلم – د. عبدالعزيز آل حسن:
رئيس لجنة البرامج والتدريب بجمعية المدربين السعوديين

في عالم التدريب وصقل المهارات والأساليب والطرق التدريبية نجد أن هناك مجالات متعددة ومسارات مختلفة لصقل تلك المهارات وتنوع أسلوب التدريب ومواضيع التدريب وأهدافها وهذا مما يجعل منهجية التدريب تسير في الطريق القويم والمسار الصحيح والهدف الأسمى ولا يختلف أثنان على أن جودة التدريب العالية تعطي نتائج إيجابية بنسب عالية رائعة في المدخلات والمحتويات والمخرجات بالاضافة الى محرك عملية التدريب ومحور نجاحها المدرب والمشارك .

وتتنوع البرامج التدريبية من حيث العنوان والهدف والمحتوى والفئة المستهدفة وعدد الايام والساعات ، فترى الإعلانات يومياً في الشرق والغرب والوسط والجنوب والشمال وكل إعلان بعنوان مختلف عن الآخر أو قريب منه أو مشابه له .

ويختلف المدرب أو المدربة في كل مكان عن الآخر فمنهم صاحب الخبرة ومنهم المبتدئ وهذا ليس عيباً أو مدحاً ولكن الأهم هو التدريب وفق الاليات والمنهجيات بالحد الأدنى دون إخلال ولا عشوائية.

وفي هذه الأيام الرائعة يحتفل الوطن الغالي المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً باليوم الوطني لبلد غالي على قلوب مواطنيه ومن يقيم على أرض هذا الوطن الذي ينهل من خيراته ويرفل في جوده وعطائه ويستظل بسحابة كرمه وينام قرير العين في ظل أمنه وآمانه وعيون حكامه ورجاله .

وقد تعددت الاعلانات التدريبية عن البرامج التدريبية المتنوعة والتي تهتم بهذه المناسبة الغالية أو تقدم عروض الخصم والتخفيض احتفالاً باليوم الوطني لهذا الوطن المعطاء ، ولعلنا نوجه رسالة إلى أنفسنا كمدربين سواء كنا مبتدئين أو متقدمين وأصحاب سنوات في التدريب أو نساهم بتوجيهها الى كل مشارك معنا في البرامج التدريبية الا وهي ( أن هذا الوطن غالي أكثر بكثير من مجرد عبارات أو كلمات أو برامج تدريبية ).

فالمدرب والمشارك يجب أن يختبر وطنيته ويدربها ويربي في ذاته وأسرته ومجتمعه الولاء والانتماء والاعتزاز والافتخار بهذا الوطن حكومة وشعباً ، فالتدريب على حب الوطن أسمى وأرقى عن التدريب عما سواه ، لأنه تدريب على عقيدة وشريعة وانتماء وبناء وعطاء ، تدريب على تعاون وتعاضد وتشارك ، تدريب على حماية ورعاية ودراية ، تدريب على تماسك ودعم ودعاء ومساندة ، تدريب على قيم روحية وعقلية وجسدية وفكرية وثقافية واجتماعية ، تدريب على مثل وتراث مجيد ، تدريب على قوة وعزة وكرامة وإباء ، تدريب على تطور حضاري وتقني ومعرفي وتكنولوجي وأمني وسياسي واقتصادي يسير بخطى ثابته مدروسة متطلعه ذات رؤية ثاقبة تقف جنب الى جنب في منصات العلا وفي قمم الانجاز ، تدريب على وطنية خالية من شوائب وترهات الحاقدين الفاسدين المغرضين الذين يحاولون العبث بهذا الوطن الغالي وهيهات هيهات أن يتحقق ولو جزء بسيط لا يذكر من مبتغاهم وأهدافهم الدنيئة.

إن الوطن في عالم التدريب هو رمز يسمو عالياً وتاج على رأس على مدرب ومدربة ينتمي لهذا الوطن الغالي ، فأحرص أخي المدرب أختي المدربة على أن تدرّب وطنيتك في ذاتك وتسمو بها قبل أن تقوم بتدريب الآخرين عليها .

طيّب الله أوقاتكم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى