العرفج و ذكريات التنبل أعادوني للقراءة
بقلم – فاطمة عمر خديدوس:
كنت قبل فترة من محبات القراءة بشغف ،لا أترك مكانا إلا وكتابي معي أختار ما يناسب أفكاري ومتطلباتي .
وفي الحقيقة تأثرت بشخصيات سلبية ،فقد كانوا يرون أن القراءة مضيعة للوقت وإهدار للمال ….
وبالفعل أصبحت كتبي فقط للزينة وشغل مكان في المكتبة وعندما تزاحم المكان بالكتب أخرجت الكثير منها رغم أنها كانت تشكل ثروة كبيرة بالنسبة لي .
وأعترف بأنني ورغم تعلمي وكوني أعمل في مجال التعليم قد أصبحت جاهلة ،ونسيت كل ما اكتسبته من الكتب .
رغبت كثيرًا بالعودة إلى القراءة فبحثت عن كتاب كان سببًا لعودتي..
ذهبت إلى المكتبة وأنا بين تردد واقتناع فمنظر الكتب مشوق ورغبتي تبدو بين الرفض والقبول .
وبعد البحث والتفكير لفت نظري كتاب عنوانه (المهمل من ذكريات طالب تنبل )
صورة الغلاف استوقفتني كثيرا ،فلماذا وضع المؤلف تلك الصورة ؟ومن هي تلك المرأة ؟ولماذا وضعت الأوراق تحت قدميها ؟
تساؤولات عديدة دارت في عقلي ،فقررت اقتناء الكتاب ..دفعني الحماس لقراءة أولى الصفحات في السيارة قبل وصولي للمنزل .
البدايات جميلة وتشجع على المتابعة ،وكنت قد وضعت لنفسي مدة أسبوع لقراءة الكتاب …واصلت القراءة وكنت أقرأ كل فصل وأعود إليه من جديد وهذا حالي عندما أقتني كتاب يريحني فيه أسلوب كاتبه ،ومن ثم رغبة مني بمعرفة الأحداث التي كتبها المؤلف بدقة…
توقفت كثيرا عند الصعاب التي مرّ بها الكاتب ،تخيلت الفرحة بنجاحه كيف كانت في زمن أفتقده الآن مع طالباتي اللاتي لا يهمهنّ الفشل ولا حتى النجاح فالأهم هو تجاوز المرحلة الدراسية بغض النظر عن التفوق.
انطلقت في القراءة منهية الكتاب في يومين فقط بعد أن حددت مدة الأسبوع .
قررت بعدها اتخاذ خطوة قوية وانطلاقة تبدأ مع بداية العام الدراسي الجديد والذي تزامن مع قرار الوزراة بتكثيف القراءة الحرة على أن تكون البدايات قراءة الكتاب لطالباتي مع تدوين نتائج التجربة على مدار الفصل الدراسي.
ومنذ الأسبوع الأول بدأت الانطلاقة حيث عرضت الفكرة ولله الحمد كانت بدايات موفقة وتشير بوادرها بالخير الذي حلمت به منذ فترة .
كانت المفاجأة التي انتظرها رغبة طالباتي باحضار الكتاب يوميا لقراءته لهنّ.
ولكن هل سيستمر التشويق بقية الأيام أم سيتوقف ؟
لا شك أن الاجابة ستكون بانتهاء الفترة والتي حددتها مسبقا .
وإن نجحت سأكون بالفعل حققت ما تمنيته خلال سنوات خدمتي في مجال التعليم بإعداد جيل مثقف محب للقراءة راغبا للتزود بالمعرفة واكتسابها .
وسيكون هذا الكتاب انطلاقة جيل يعرف بأن وطننا الغالي فيه من الكُتاب والأُدباء الذين سخروا أنفسهم للنهوض بأمة اقرأ .
فهنيئا لمن جعل هدفه واقعاً ملموساً كما جعله عامل المعرفة د/أحمد العرفج