إلا هواوي .. ياجوجل!
لقد كنت واحدا من أكثر المتابعين لنجاحات شركة هواوي من خلال عملي في مجلة موبايل ترند على مدار تسع سنوات في الفترة من 2008 وحتى 2017 وهو ماجعل المدير الإقليمي لشركة هواوي في الشرق الأوسط يزور جناح موبايل ترند في معرض جيتكس دبي عام 2010 عقب علمه بمتابعتنا لنجاحات شركته وتوقعاتنا بانها ستكون واحدة من أكبر الشركات العالمية في عالم الشبكات والهواتف الذكية وهو ماتحقق بالفعل
واليوم أثبت البيان الذي أصدرته شركة هواوي ردا على قرار شركة جوجل حظر نظامها التشغيلي اندرويد عن هواوي أن هواوي لن تموت بل على العكس ستزداد قوة
فقد جاء البيان ليكشف عن قيام الشركة ببناء نظام بيئي آمن ومستدام لتوفير أفضل تجربة لجميع المستخدمين على مستوى العالم وهو مايعد ردا قويا على الضربة الموجعة التي وجهتها شركة جوجل لهواوي
ولاشك أن قرار جوجل قد شجع هواوي للكشف عن نظامها الجديد الذي سيشجع الشركات الصينية العملاقة المصنعة للهواتف الذكية مثل شاومي وأوبو ووان بلاس بالانضمام اليها كخطوة عملية لتضامن الشركات الصينية في مواجهة جوجل حيث أن مبيعات هذه الشركات حاليا تمثل نسبة عالية من السوق العالمية للهواتف الذكية
ولكن هنا يبرز السؤال لماذا هواوي تحديدا والإجابة تتلخص في أن هواوي إذا واصلت العمل بنفس النجاح الذي حققته منذ تأسيسها عام 1987 فإنها ستتفوق على آبل وعلى كل شركات التقنية في العالم
فبالرغم من حداثة عهدها بعالم شبكات الاتصالات والهواتف الذكية الا انها في عام 2012 أصبحت أكبر مورد لشبكات الاتصالات في العالم متخطية كافة الشركات ذات التاريخ العريق في هذا المجال مثل اريكسون وسيمنز وموتورولا والكاتل لتصبح رقم واحد في العالم
ولم تكتف هواوي بالسيطرة على سوق شبكات الاتصالات بل دخلت عالم الهواتف الذكية وأصبحت تحتل المركز الثاني عالميا ولذا أصبحت تمثل خطرا عالميا في الشركة الوحيدة الى جانب سامسونج التي تقوم بتركيب الشبكات ولديها هواتف ذكية وخاصة في ظل التقدم الهائل الذي حققته هواوي في الجيل الخامس من الاتصالات الذي يخدم كبنية تحتية السيارات الكهربائية والتليفزيونات والأجهزة المرتبطة بالانترنت وانترنت الاشياء بمعنى أن عشرات المليارات من الأجهزة المرتبطة بالانترنت ستكون مرتبطة بالجيل الخامس لهواوي وهو مايعني ان هواوي الصينية ستسيطر على العالم
ومن هنا فان انتشار هواوي وسيطرتها على شبكات الهواتف الذكية أصبح قوة استراتيجية وهي ميزة تنافسية ليست موجودة لدى الشركات الأمريكية سواء جوجل أو آبل وهو ما لن تسمح به الولايات المتحدة في أن يكون موجودا لدي الصينيين لانه سيمنح ميزة تنافسية كبيرة للصينيين ويلغي الميزة التنافسية للامريكيين بالرغم من أن جوجل مثلا ميزة تنافسية للامريكيين وهو يرصد جميع أنشطة الباحثين فيه ويقوم بالدراسة والتحليل لسلوكيات واتجاهات الباحثين فيه
انها حرب المعلومات والبيانات ومن يحلم بالسيطرة على العالم