بقلم – أحمد الزهراني:
نائب مدير معهد يونا للتدريب
بعد ان حاس الطين صافيها، وعادت اوعية التواصل الاجتماعي مُضرة مخيفة غير نافع ولاشافع محتواها لأخذ المفيد الغزير، وتبدلت الأحوال وتغيرت المقاييس في ابصار البشر، تبدلت الالوان واصبح الانسان لا يدري عن ماله وماعليه، ليأخذ افضل مافيه.
التواصل الاجتماعي حيث اختصر العالم إلى قرية صغيرة ، تعجبك ممراتها وسهولها وانهارها التي تتدفق بالمعلومات ، لكن ليست كل الممرات فيها أمنة وليست كل سهولها خصبه ولا أنهارها عذبه ، ففي هذه القرية تبدلت الأحوال، وتغيرت المقاييس، و انقلبت الأمور وتبدلت الألوان و أصبح الإنسان لا يدري ماله فيحافظ عليه، ولا لسواه فيأخذ أفضل ما فيه .
أفسدت وأصلحت، ووصلت وقطعت ، لذا كان لزاماً علينا ان نتبع قاعدة خذ ما صفا ودع الذي فيه الكدر، ما أجمل أن يأخذ الإنسان هذه القاعدة دستوراً له فيأخذ ما صفا وَيترك ما كَدَرْ ، فالمغالطات المنطقية اصعب انواع مراحل الحوار بين الاطراف، لاسيما وان لغة التواصل الكتابية لاتنقل المشاعر الحقيقية إلا بصعوبة كي لا يتضرر او يتأثر بها المستقبل للرسالة، ومع الاسف معظم المراسلات لايضبط ايقاعها كاتب محترف جيد في صياغة الرسالة بذكاء عاطفي يصل بهدوء إلى الاخرين، حيث اصبحت الاداة الخطرة في متناول اليد، إما ينحر او ينتحر بما يكتب او يروج له من حروف رقمية مبعثرة على شاشات الواتس اب وتويتر وغيرها .
من الافضل ان تختصر المسافة بينك وبين ذاتك، فكن حسن ترى الوجود كله حسن فنحن لا نملك أعمارنا فلماذ نهدرها فيما كدر، لنأخذ الطيب ونترك الخبيث ، او ما لا نراه موازياً لأفكارنا واسلوب حياتنا، افترقنا إلى عشرات الشعب والفرق بسبب الخلاف على الورق والمنابر وهي ذات محدودية الاشخاص!، ماذا يكون الحال الأن وكل صوت وحرف له منبر مستقل يستطيع بصرخة بسيطة ايصالها لمن يريد ومتى يشاء .
