يا قوم … الرطوبة الرطوبة

بقلم – محمد البكر :
لطالما تساءلت عن الأسباب التي تجعل مدننا الساحلية فاقدة للإستمتاع في فصل الصيف ، بينما
في المدن الساحلية حول العالم ، يعتبر هذا الفصل موسم الذروة السياحية . حيث يقصد الناس الشواطئ للاستجمام والتمتع بأجواء البحر المنعشة .
هذا التساؤل أطرحه على نفسي ، كلما أقترب شهر آب اللهاب ، باعتباره بدابة موسم الرطوبة الخانقة .
هذه المرة تواصلت مع أحد خبراء الطقس ، والذي أوضح لي بعض الأسباب وراء هذا التباين . يقول هذا الصديق بأن السبب الرئيسي لارتفاع الرطوبة في الخليج العربي إلى كونه بحراً ضحلاً ومغلقاً نسبياً ، ما يجعله يسخن بسرعة خلال الصيف ، ويُنتج كميات هائلة من بخار الماء . إضافة إلى ذلك ، تؤدي قلة حركة التيارات البحرية ، ووجود منخفض الهند الموسمي ، إلى جذب الهواء الرطب من سطح الخليج نحو اليابسة ، مما يجعل الإحساس بالحرارة خانقاً جداً . وعندما قلت له بأن هذا الكلام ينطبق على مياه الخليج . فماذا عن جده حيث مياه البحر الأحمر أعمق بكثير من بحر الخليج .فأجاب ، بأن جده ورغم أنها تقع على ساحل البحر الأحمر ، الذي يتميز بأنه أعمق وأبرد نسبياً من الخليج العربي ، إلا أنها أيضًا تشهد ارتفاعاً في الرطوبة خلال أشهر الصيف ، وخاصة في أغسطس وسبتمبر . وهذا يعود إلى تأثير الرياح الموسمية الجنوبية الغربية القادمة من بحر العرب والمحيط الهندي ، والتي تحمل معها كتلاً هوائية رطبة تمر عبر البحر الأحمر مروراً بالقرن الأفريقي ، وتصل إلى سواحل جدة . بالإضافة إلى أن الحرارة المرتفعة هناك تؤدي إلى تبخر إضافي ، ما يزيد من نسبة الرطوبة في الجو ، خاصة خلال الليل . ورغم أن الرطوبة في جدة أقل شدة من مدن المملكة الواقعة على الخليج ، إلا أنها تبقى مرهقة في ذروتها ، مع فارق أساسي وهو أن جدة تستفيد من نسيم البحر في بعض الأوقات ، بينما الخليج يعاني من جو ساكن ورطب بشكل مستمر خلال الصيف .
تعددت الأسباب والرطوبة واحدة في مدننا الساحلية ، فلا فرق بين الخليج العربي والبحر الأحمر .
استعدوا فالرطوبة قادمة ، و أيام سعيده لمن يقضي إجازته الآن على سواحل “اليكانتي الإسبانية ” . ولكم تحياتي




