بين الذهب والنخيل… قلبٌ واحد ينقسم بين عشقين

بقلم – خالد بن محمد علي موسى :
ثلاثون عاماً مضت ولم تهتز في قلبي ذرة حب لنادي الاتحاد، ذاك الكيان الذي علّمني المعنى الحقيقي للوفاء، وأشعل في داخلي جذوة الشغف بكرة القدم. الاتحاد ليس نادٍ فحسب، بل هو ذاكرة الطفولة، فرح الانتصارات، ودمعة الخسارات. هو صوت الجماهير حين تهتف من القلب، هو الألوان التي لا تبهت مهما تغير الزمن.
لكن الحياة أهدتني صديقاً استثنائياً، أخاً لم تلده أمي، كان وما زال أقرب الناس إليّ، وهو الرئيس السابق لنادي القادسية. رجلٌ أحب ناديه بصدق، ووهب له من وقته وجهده ما لا يعد ولا يُحصى، حتى بات القادسية جزءاً من شخصيته، كما هو الاتحاد جزءٌ مني.
غداً ، ستجمعنا مباراة ليست كباقي المباريات. مواجهة بين الاتحاد والقادسية، لكنها بالنسبة لي ليست مجرد مباراة بثلاث نقاط، بل هي لحظة تتقاطع فيها المشاعر، وتتعانق فيها الذكريات.
أنظر إلى الاتحاد فأرى شغفي وذكرياتي، وأنظر إلى القادسية فأرى صديقي وتضحياته. كيف لقلبٍ أن يفرح كاملاً إن فاز الاتحاد، وهو يعلم أن في الطرف الآخر صديقاً عزيزاً قد خسر؟ وكيف له أن يحزن إن خسر العميد، وهو يرى فرح من أحبه كأخ؟
في هذه الليلة، أنا اتحادي حتى النخاع… لكنني أيضاً أرفع قبعتي احتراماً لنادٍ صنعه رجالٌ أحبوا ترابه، ومنهم زميلي العزيز.
رسالتي لجماهير الناديين: لنعِش المباراة بحب، لنشجع بشغف، ولنتذكر أن ما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا. فالاتحاد والقادسية، وإن تباينت الألوان، يشتركان في العراقة والانتماء.
أما قلبي، فسيرقص فرحاً للعبة الجميلة، وسيظل ينبض بالوفاء لكليهما… للاتحاد العشق الأبدي، وللقادسية التي أحبها صديقي كما أحب أنا العميد.
وستبقى لحظات المباراة بحضور سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – إحدى أجمل المحطات في ذاكرتي الرياضية، لما حملته من رمزية عالية ومشاعر فخر لكل من سيحضر لقاء الاتحاد والقادسية ، خاصة وانه سيجمع بين تاريخين كبيرين، ومدرستين عريقتين في الكرة السعودية. القادسية ممثل جميع اندية المنطقه الشرقيه ، والاتحاد عميد الانديه السعوديه ومدرسة القوة والتاريخ الكروي … وبينهما يبقى الولاء للكرة السعودية، وجمهورها الأصيل. أمنيتي أن تكون المباراة تليق بتاريخ الناديين، وأن نرى مستوى يعكس روح المنافسة وروعة الذكرى.




