بقلم – أمل شلتوني:
أستاذ في المعهد الدبلوماسي في واشنطن
إن السفر هو واحدة من تلك التجارب التي تغيّر حياتنا وتمنحنا فرصة لاستكشاف اشياء جديدة وثقافات مختلفة.
تعودت على السفر بالقطار بين نيوجرسي وواشنطن بشكل اسبوعي بسبب التزاماتي العائلية في نيوجرسي و عملي في وزارة الخارجية الاميركية كأستاذ في المعهد الدبلوماسي في واشنطن
والحق يقال اشعر بخيبة امل والم حين اضطر لاستخدام الحمامات في المحطة او داخل القطار او للتوقف لشراء قهوة او طعام قبل الرحلة.. للاسف لايليق بدولة كأمريكا ان تكون خدمات النقل فيها بهذا المستوى
تنظيم جداول القطار و المحطات اكل الزمان عليها و شرب .. رجعت لمعشوقتي جدة … امي الحنون ارض الرخا والشدة مسقط رأسي و حضن العروس الدافيء هو ملاذي.. و منها في واحدة من أجمل رحلاتي، قررت الاستفادة من خدمة القطار الرائعة والحديثة التي يقدمها قطار الحرمين في المملكة العربية السعودية.
بدأت رحلتي من مدينة جدة، حيث قررت زيارة مكة المكرمة أولاً. منذ اللحظة الأولى لوصولي إلى محطة القطار في جدة، شعرت بالانبهار بالتنظيم والسهولة في الإجراءات. كان هناك فريق عمل ودود ومحترف يقدم المساعدة والتوجيه للمسافرين.
القاعات واسعة و منظمة و الشاشات مبهرة و فخمة
عندما دخلت القطار نفسه، أذهلتني وسائل الراحة والتجهيزات الفاخرة. كانت المقاعد مريحة للغاية، وكان هناك إمكانية للاتصال بالإنترنت، مما جعل الوقت يمر بسرعة بينما كنت أستمتع بمشاهدة الجبال و الوديان والمدن الجديدة التي تمر بها القطار أثناء رحلتي إلى مكة المكرمة.
وصولي إلى مكة المكرمة كان أمرًا مثيرًا. وجود باص مجاني يوصل الى الحرم كان الكرزة الجميلة فوق الكيكة … وصلت وقلبي يلتهب شوقا للحرم المكي الشريف بدأت بزيارة الكعبة المشرفة والمسجد الحرام، حيث شعرت بالتأثر العميق بالمكان المقدس. بعد أداء العمرة والتأمل في هذه التجربة الروحية، بعد صلاة الفجر عدت إلى محطة القطار بنفس الباص في مكة للانتقال إلى جدة والحمدلله
اعجبتني التجربة كثيرا و قررت اعادتها في زيارة للمدينة المنورة.
السفر بالقطار يُعد واحدًا من أكثر وسائل النقل راحة واستدامة في العصر الحديث، وتجربتي مع قطار الحرمين للسفر من جدة إلى المدينة المنورة لم تكن استثناءً. إنها تجربة تجمع بين الراحة والسرعة والرفاهية، وأنا سعيدة جدًا بمشاركة تفاصيل رحلتي الرائعة.
أولاً وقبل كل شيء، يجب أن أشيد بالتطوير الكبير الذي شهده نظام النقل في المملكة العربية السعودية، والذي يأتي في إطار رؤية 2030. يعكس قطار الحرمين هذا التحول بشكل جميل. إن سرعته وفعاليته تُعتبر مثالية للمسافرين.
فيما يتعلق بالخدمات والتجهيزات، فإن قطار الحرمين لا يخيب أبدًا من آمال المسافرين. المقاعد مريحة للغاية، والقاعات مريحة ونظيفة بشكل استثنائي. إن توفير حمامات نظيفة ومريحة للمسافرين هو نقطة إيجابية أخرى تعزز من تجربة السفر.
والحمدلله
وصولي إلى المدينة المنورة شكل هذه النهاية المثالية لرحلتي. زرت المسجد النبوي واستمتعت بالأجواء الروحية والسلام في هذا المكان المقدس.
إن تجربتي مع رحلة السفر على متن قطار الحرمين كانت لا تُنسى بالفعل. قدرت هذه الخدمة الرائعة أن تجعل رحلتي أسهل وأكثر راحة، مما ساهم في تحقيق تجربة سفر استثنائية. إنها تذكير قوي بأهمية الاستثمار في وسائل النقل الحديثة والتكنولوجيا لتحسين تجارب السفر والاستمتاع بكل لحظة منها.
