مقالات

حادث الناقلتين في قناة السويس وكيف نتجنب حوادث مماثلة

بقلم – دكتور مهندس عبد الرزاق المدني*

خبير بحري ونفطي

نتذكر أنه في مارس 2021، جنحت حاملة الحاويات العملاقة “إيفر غيفن”، التي تزن حوالي مئتي ألف طن في القناة، عندما علقت مقدمتها خلال عاصفة رملية بنقطة في الضفة الشرقية للقناة ، مما تسبّب بوقف الملاحة مدة 6 أيام.
وحيث تتكرر الحوادث البحرية في معظم القنوات والمضائق العالمية وتعطل الملاحة فيها حسب الحادث وحجم السفن وأسباب أخرى

وبالرغم من وقوع حادث تصادم بين ناقلتين في قناة السويس، فإن حركة الملاحة استعادت استقرارها بشكل طبيعي بفضل الجهود المشتركة للسلطات المحلية والدولية. ولتجنب حوادث مماثلة في المستقبل، يجب تعزيز السلامة والتدابير الوقائية، بما في ذلك تحسين التدريب والوعي، واستخدام التكنولوجيا المتقدمة للمراقبة والتنبيه، وتحسين البنية التحتية والصيانة، وتعزيز التعاون الدولي، وتقييم المخاطر وتخطيط الطوارئ. باتباع هذه الإجراءات، يمكننا المحافظة على استقرار حركة الملاحة في قناة السويس وضمان تدفق النقل البحري بأمان وسلاسة.

وتعد قناة السويس هي إحدى أهم الممرات المائية في العالم، حيث تعد طريقًا بحريًا حيويًا لحركة التجارة العالمية حيث أن حوالي ١٢٪؜ من التجارة العالمية تمر من خلالها لأنها أرخص وأسرع طريق بين الشرق والغرب كما أنها تربط بين البحر الأحمر والبحر المتوسط. ومع وقوع حادث تصادم بين ناقلتين، الأولى تحمل الغاز الطبيعي والثانية للمنتجات النفطية، أثار هذا الحادث مخاوف بشأن استقرار حركة الملاحة في القناة وتأثيره على التجارة العالمية. ومع ذلك، فإن الجهود المبذولة لمعالجة الحادث واستعادة سير الملاحة تؤكد أن القناة تعمل الآن بشكل طبيعي وتتواصل حركة السفن من جديد.

وإنطلاقاً من أهمية قناة السويس كممر ملاحي عالمي تم اتخاذ الإجراءات السريعة والفعالة عقب الحادث لإزالة الناقلتين المتعارضتين وتأمين المنطقة. وتم تنسيق جهود الإنقاذ والإصلاح بين السلطات المحلية والدولية، واستخدمت أحدث التقنيات والمعدات لتخليص الممر الملاحي من أي عوائق وإصلاح أي ضرر قد تعرضت له البنية التحتية للقناة. وبفضل الجهود الجماعية، تمت استعادة حركة الملاحة في وقت قصير وبدون تأثير كبير على التجارة العالمية.

وتعتبر الحوادث البحرية نادرة في قناة السويس، ولكن يجب أن يستفاد من هذا الحادث لتحسين سلامة الملاحة في المستقبل. لذا لابد من إتخاذ بعض الإجراءات لتفادي حوادث مماثلة تتلخص فيما يلي على يبيل المثال لا الحصر:

تحسين التدريب والوعي: يجب تعزيز التدريب والوعي بين ربابنة السفن وفرق الإنقاذ المائي، وذلك من خلال توفير برامج تدريبية مناسبة وتعزيز الاتصال والتعاون بين جميع الأطراف المعنية.

تكنولوجيا المراقبة والتنبيه: يمكن استخدام تقنيات المراقبة المتطورة وتحديثها بإستمرار ، مثل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وأنظمة الرادار المتقدمة، لتعزيز الرصد والتنبيه المبكر بحال وجود أي تحرك غير طبيعي للسفن أو خطر اقترابها من بعضها البعض.

تحسين البنية التحتية والصيانة: يجب تعزيز الاستثمار في تحديث وصيانة البنية التحتية لقناة السويس، بما في ذلك تحسين القنوات والممرات وتوفير أحدث التقنيات للتحكم في حركة الملاحة.

تعزيز التعاون الدولي: يجب تعزيز التعاون بين الدول والمؤسسات الدولية المعنية بالملاحة البحرية، مثل منظمة البحرية الدولية (IMO) ومنظمة السويس للقناة، لتبادل المعلومات والخبرات وتنسيق الجهود المشتركة فيما يتعلق بسلامة الملاحة وتطبيق المعاهدات الصادرة منها

تقييم المخاطر وتخطيط الطوارئ: يجب إجراء تقييم دوري للمخاطر المحتملة وتطوير خطط طوارئ فعالة للتعامل مع حوادث الملاحة المحتملة. ينبغي توفير الموارد اللازمة وتنظيم تدريبات منتظمة للتأكد من جاهزية جميع الأطراف المعنية للتعامل مع أي حوادث وتطوير غرف الطوارئ والإنقاذ وتزويدها بأحدث الأجهزة والمعدات للتعامل مع أي حادث يقع بأسرع وقت حيث أن البطء في التعامل مع مثل هذه الحوادث يتسبب في خسارة القناة لمبالغ طائلة والتي تعتبر مصدر رئيسي للدخل مصر

* للتواصل مع الكاتب:
إيميل [email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى