مقالات

عبدالمحسن القحطاني الأديب اللبيب واللغوي النخبوي

جدة – سويفت نيوز:

المصدر صحيفة الجزيرة   .. بقلم عبده الأسمري

أحسن إلى «ميادين» الثقافة وامتهن «مضامين» الحصافة واعتلى عناوين «الفصاحة» متنقلاً بين بداوة أولى وحفاوة متوسطة وحظوة متوقعة عاش فيها رافعاً راية «الوطنية» مترافعاً عن غاية «المهنية» مرفوعاً بالهمة ومدفوعاً بالمهمة التي لا يزال يحمل لواءها «الأبيض» بحس «اللغوي» وإحساس «النخبوي» زارعاً «بذور» المعارف في أرض «التخصص» قاطفاً «ثمار» المشارف من حصاد «الاختصاص».. ليكون «المتفق» عليه رغماً عن «المختلف» بشأنه في متون «المنهج» الأدبي وشؤون «الوهج» المعرفي.

إنه الأديب والأكاديمي رئيس نادي جدة الأدبي السابق الدكتور عبدالمحسن القحطاني أحد أبرز رجال الأدب والفكر والبحوث والدراسات المتخصصة في الوطن.

بوجه وسيم الملامح تتعالى فيه «سمات» التفكر وتتسامى وسطه «صفات» التدبر مع مطامح «علنية» تتوارد من تقاسيم وطنية تسكنها «البلاغة» وتملؤها «النباغة»، وعينان واسعتان وشخصية رزينة هادئة حين الاستماع وماتعة حيث الإبداع.. وأناقة وطنية تعتمر الأزياء الزاهية ولباقة ثقافية تزدهر بالألفاظ الباهية ومحيا حافل بابتسامة تعكس صفاء النفس ونقاء الروح مع لغة «فصيحة» تتعامد على «مخزون» لغوي ثري بالخبرة تتقاطر منها مفردات «الإسهاب» وتتسطر وسطها انفرادات «الإعراب» مع لهجة «نجدية» بيضاء في مجالس «الأصدقاء» وخبرات دراسية متوجة بالمناصب قضى القحطاني من عمره عقوداً وهو يملأ قاعات الجامعات بأسس التدريس ويذهل منصات الإنجازات بمعاني التأسيس ويتسيد محافل القرارات بقيم النجاح..

في الرياض ولد في حلة آل مسعود وسط نهار صيفي وذاع الخبر وملأ سماء «حارته» العتيقة بأهازيج «الفرح» وأريج «الابتهاج». وتربى في كنف أسرة كريمة حيث نبع من معين والده «الحكمة» و«التوجيه» وانتهل من حنان أمه «العطف» و«الوفاء» فنشأ بين قطبين من الإرشاد والسداد أسبغاه بالنبل والفضل..

تعود والده أن ينعته باسم «محيسن» الذي جعله «طفلاً» بعقل حكيم و«صبياً» بفكر راشد.. فتعلم «العصامية» باكراً في «حضرة» الطفولة وتشرب «المسؤولية» مبكراً في حضور البطولة..

ركض القحطاني صغيراً بين حلة العماج ودخنة والعطايف والصفاة وشوارع «الخزان» و»الوزير» و»سباله» متنقلاً بين «الكتاتيب» و«المتاجر» و«المكتبات» مبتدئاً نهاراته بصباحات «اليقين» مكملا لياليه بمساءات «الحنين» حيث كان يفضي إلى أسماع والديه أحاديث «البراءة» وأحداث «الجرأة».

تعتقت أنفاسه بنسائم المزارع وتشربت نفسه رياحين الواحات راسماً في ذاكرته «الصغيرة» ذكريات الجيران وأمسيات الأماكن حيث كان القصمان وأهالي سدير والزلفي وغيرهم من القادمين من اتجاهات مختلفة يمتزجون لتشكيل هوية «نجد» الماكثة في قلب «التاريخ» والثاوية في قالب «الذاكرة»

كان القحطاني يجمع «أخبار» ديرته و»معالم» عشيرته من خلال «إذاعة» طامي الشهيرة التي كانت وكالة أبناء وموقع إعلان وموطن تسويق لكل شاردة وواردة في ديار القوم ومرابع العشائر

درس القحطاني في الكتاتيب مقابل ريالين في الشهر على يد أحد «المطاوعة» حينذاك وتعلم القراءة والكتابة وتخرج وذهب به والده إلى الشيخ بن باز طالباً شوره فوجهه بالدراسة في المعهد العلمي واستلم حينها راتب 232 ريالاً كانت تمثل «دخلاً» خيالياً في مستويات «الأسر» ودرس فيها ثم اتجه لدراسة اللغة العربية التي فضلها على الشريعة لخوفه من عواقب الأخطاء في «القضاء» وتخرج منها عام 1391 وتفاجأ بأن اسمه يبتدئ تعريفاً باسم عا «الشيخ» والذي لازم أسماء الخريجين في وقتها تحت مظلة الرئاسة العامة للكليات والمعاهد حتى تحولت إلى جامعة الإمام محمد بن سعود ثم اتجه لإكمال دراساته العليا حيث نال الماجستير من جامعة الأزهر عام 1393 وحصد الدكتوراه في الأدب والنقد عام 1399 من الجامعة ذاتها وعاد إلى ارض الوطن وفي يمناه «وثيقة» المصابرة وفي قلبه «حقيقة» المثابرة معلناً رد «الدين» إلى رصيد «الوطن» ليعمل فترة في القطاع الحكومي في وزارتي المالية والمعارف ثم التحق بعدها بالعمل الأكاديمي وتدرج في التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز في قسم اللغة العربية عبر مراتب مختلفة

تم تعيينه عام 1404هـ عميدا لشؤون الطلاب وفي عام 1411هـ ترأس قسم اللغة العربية ثم تولى منصب وكيل كلية الآداب والعلوم الإنسانية وتم تعيينه عميداً للقبول والتسجيل في الجامعة حتى ربيع الأول عام 1415هـ. وتمت ترقيته إلى درجة أستاذ في الأدب والنقد عام 1418هـ

ارتبط اسم القحطاني بالعمل الأدبي حيث أسس صالوناً أدبيا في مصر وآخر في جدة يعد من أهم المنارات الثقافية الوطنية وأطلق جائرة الدكتور عبدالمحسن القحطاني للنقد في جامعة المنيا وأسهم في تأسيس نادي جدة الأدبي مع الشيخ أحمد باديب وتولى مجلس إدارته فترة من الزمن تمكن خلالها من حصد العديد من النجاحات التي لا تزال شاهدة وناطقة على الإنجاز حتى اليوم..وقد عكف القحطاني على التأليف حيث اصدر عدة كتب ومنها «بين منزلتين» (سيرة ذاتية) وكتاب «الاختلاف والازدواجية» و»الثقافة ومستقبل الأدب» وكتاب منصور بن إسماعيل الفقيه حياته وشعره و«بين معيارية العروض وإيقاعية الشعر» و«القوافي للاربلي» و«شعراء جيل -سرحان وعرب ومدني» وغيرها وقدم ونشر عشرات الأبحاث والدراسات في مجال اللغة والأدب والنقد والتحليل وناقش وأشرف على عشرات رسائل الماجستير والدكتوراه في عدة جامعات سعودية وخارجية وحكم عددا من البحوث والترقيات الجامعية محلياً ودولياُ وشارك في عدة ندوات ومؤتمرات ومناسبات في الداخل والخارج وتم تكريمه من عدة جهات وقطاعات إقليمية وعالمية ونال عدة عضويات في مجال عمله وتخصصه نشاطاته المختلفة.

الدكتور عبدالمحسن القحطاني القامة الأدبية السامقة والقيمة الثقافية القيّمة صاحب «البصمات» المضيئة في أصول «البدايات» و»الومضات» المضاءة في فصول «النهايات» بواقع «الواثق» ووقع «الموثق» في امتثال «الأثر» واكتمال «التأثير».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى