مقالات

(شلونكم يا حلوين)؟! = محمد خضر الشريف

قدس

محمد خضر الشريف

ربما تعلوك الدهشة وأنت تسمعها لاول مرة حال زيارتك الاولى لاحدى دول الخليج “شلونك”؟!
ومعناها: كيف حالك؟ او كيف عامل ؟ أو ما أخبارك؟ او كيف مزاجك؟! أو ازيّك؟ بالممصري أو كي قايل؟ في لهجات بعض قرى الصعيد.
وأذكر أن أحدهم نزل بلدة خليجية للعمل فكان أول سؤال من كفيله له: شلونك؟!
ونظر صاحبنا إليه “شذر مذر” وهو يقول: لوني واضح في وجهي وانت تعرفه تماما، مالك ومال لوني ان كنت أبيض ولا أسود ولاحتى رمادي!
وضحك له كفيله وهو يقول: هداك الله يا أخي انا أسألك :”شلونك” يعني كيف حالك؟
لكن هل فعلا هناك علاقة بين السؤال واللون الحقيقي الذي يحمله جلد الانسان؟!
تقول المعلومة التي تحتفظ بها ذاكرتي منذ زمن -وربما كانت هي الاجابة عن هذا السؤال- ان العلاقة تكمن في أن مرض الطاعون أصاب أهل بغداد في القرن السابع عشر وكان المصاب بالمرض يتغير لونه إلى اللون الأحمر في البداية، ثم اللون الأصفر- وهما مناط الشفاء- فإن تعثر شفاؤه مر باللون الثالث والأخير وهو اللون الأزرق، وهذا يعني له الموت الزؤام..
وكان الناس يسألون عن صحة المصاب بقولهم: ايش لونه؟ ويختصرونها في ” شلونه؟! يعني مالونه؟ ليعرفوا من خلال اللون حالته هل هي قابلة للشفاء -حسب الأحمر والأصفر- او انتقل للون الأزرق فلا أمل في شفائه.
وانتشرت الكلمة بكثرة انتشار المرض نفسه وعمت في العراق كله وانتقلت الى دول الخليج؛ وشمال الاردن، -خاصة منطقة حوران- وسوريا أيضا حتى صارت لازمة للسؤال عن اي حال الشخص ولو كان سليما معافى!
ومن استخدام “شلون”؟ تعني كيف؟ فيقال مثلا: شلون صار هذا؟يعني كيف حدث هذا؟!
وشلون عرفت هذا؟! أي كيف عرفت هذا؟!
وقد امتلأ الشعر الشعبي والنمطي سيما العراقي منه والخليجي بكلمة “شلون ” وقليلا ما وجدت في الاشعار والأغاني الشعبية وحتى في صفحات التواصل الاجتماعي كلمة “كيف “تحل محل”شلون”.
ومن أعجب ما سمعت من بعض أهل العراق وهو يفسر كلمة “شلون” وقد عدد بعضا من استخدامها شلون فلان وشلون علان ووووو فقال بعد مزيد من اللت والعجن والتشريق والتغريب”: “شلون تعني شلون”!!
وضحكت له وأنا أتذكر المثل العربي الذي يقول:” فسر الماء -بعد الجهد- بالماء”!
والآن دعوني أسألكم: شلونكم ياحلوين؟!

=================
* نقلا عن جريدة “الجمهورية”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى