كن رجلا .. وامسح الألقاب الهلامية التي ليست من حقك!!
———————————-
بقلم: محمد خضر الشريف
———————————
بالرغم من أني أقرض الشعر ولي فيه مساجلات ومداخلات وندوات وقصائد كثيرة منوعة ضمتها ثلاثة دواوين، وصفحتي والمنتديات الأدبية التي أشارك فيها تشهدان بذلك، إلا أنني انصعت للدعوة العامة التي أطلقها سعادة أخي الدكتور حسن مغازي (موسيقار الشعر وشيخ النحاة) بأن القدماء لم يصفوا أنفسهم بلفظة” شعراء”، وقمت بحذف لقب “شاعر” من الصفة التعريفية بصفحتي على ” فيس بوك” و”تويتر”، وكذلك وصف “قاص” -بالرغم من أن لي مجموعتين قصصيتين هما :” وليمة البطاطا” وقدَّر ولطف”- واستبدلت ذلك بجملة (( مهتم بحرفة الأدب ” شعرا ونثرا”))..
وأشهدكم أني شعرت براحة نفسية عميقة جدا لا أستطيع وصفها.
غير أني أبقيت على تعريف “صحفي”؛ لأن هذه مهنتي التي أمارسها منذ ريعان شبابي- وهي أكل عيشي- ويشفع لي أنني عضو “هيئة السعوديين الصحفيين”، وعضو” نقابة الصحفيين المصرية”- وهي النقابة الأقدم والأصلية عربيا شرق أوسطيا ، وأنا عضو فيها منذ عقود عدة، وعضو في” اتحاد الصحفيين العرب” وعضو بمؤسسات صحفية عالمية أخرى في جنيف وفي أوربا الشرقية ..
وأبقيت لفظة كاتب ” أيضا، يشفع لي بذلك انها جزء أصيل من مهنتي التي أعيش منها، ويشفع أيضا لي كتابتي مقالات صحفية منوعة في عدة صحف ومجلات مطبوعة قبل ظهور الفيس بوك -والنت بشكل عام -منها صحف:( الجمهورية والمصريون والوفد والأيام المصرية والمسلمون ( كانت تابعة للشرق الأوسط) وصوت الكويت، والمدينة المنورة والجزيرة واليوم ومجلة المجلة العربية ومجلة الحج والخطوط السعودية. ومجلة حياة، ومنبر الإسلام).. ورئيس تحرير مواقع الكترونية عدة، ومشرف على صفحات أدبية ولغوية في عدة منتديات.
لكن غاظني كثيرا من يكتب لقب “صحفي” وهو ليس ابن المهنة ولم يعرفها ولم تعرفه نقاية لها أو هيئة تشمله وتعطيه حق الانتماء إليها.. اللهم بعد ظهور” الفيس بوك” الذي أصبح ” حيطة مايلة” لكل من” هب ودب”، وبالرغم من أنه نافذة إعلامية تخرج مكنونات مواهبك الكتابية بأنواعها، لكن أن يتسلق الواحد جداره واصفا نفسه بأنه “صحفي” أو إعلامي” – وهو لايمت للمهنة بشيء، أو”كاتب ” ولم أر له مقالا واحدا في صحيفة ولو صحيفة حائط- وأيضا يصف نفسه بأنه شاعر وناثر وقاص وناقد ، وعلامة وخبير، ( لو لوجد ألقابا أخرى لضمها بسهولة).
ياهذا.. فضلا امسح كل هذا؛ لانك تدخل في نطاق “الحرامية” نعم “لصوص الألقاب”، التي ليست من حقهم، وهو أمر كبير في حق نفسك وتاريخك وسيحاسبك الله عليه غدا لأنك تدخل في باب السطو وفي رأيي باب “الغلول”.
كن رجلا والتزم بتعريف مهنتك الأساسية أينا كانت ومهما تكون..” معلم” أو “محام” أو “طبيب” أو “ممرض” أو حتى “فراش” في مؤسسة، أو “كناس في الشارع”..
فأنت بأخلاقك وأدبك وكتاباتك لاتقل شرفا عن هذه التعريفات وأصحابها، مادمت صادقا مع نفسك ومن يتابعك، والمهنة التي تمتهنها هي لأكل عيشك فقط، وقد كان القدماء علماء ومشرعون وعباقرة، منهم البزار والقصاب والصبان ويلقبون بمهنتهم التي يعيشون منها وعليها.
كن رجلا صادقا مع نفسك والتزم بما أنت له أهل ولا تتسلق – مثل المتسلقين – جدران التعريفات “الهلامية ” الكبيرة ، والكثيرة وهم ليسوا لها بأهل..
“الرجوع إلى الحق فضيلة”.. هكذا قال الأولون..
وأنا أكرررها عشرين مرة ومرة، وأقول معهم لك وللجميع فعلا :”الرجوع إلى الحق فضيلة”.