سمو ولي العهد قيادة استثنائية حددت مكانها ومكانتها

بقلم – د.إبراهيم بن عبدالله المطرف :
لقد أوضح التكريم الذي حظي به سمو ولي العهد، وخاصة مظاهر استقبال سموه عند وصوله للبيت الأبيض، حقيقة المكانة السعودية لدى القيادة الأمريكية والأمريكيين.
فقد شاهد العالم بأم عينيه ذاك التكريم وذاك الحضور الذي تفرد به سمو ولي العهد، حيث لم يسبق للقاصي والداني، أن شاهد، إلا ما ندر، هكذا استقبال رسمي لشخصية قيادية دولية أمام البيت الأبيض. وهو ما يثبت أن سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، قد حدد من خلال قيادته الإستثنائية مكانه ومكانته، ولم يترك للآخرين فرصة تحديد حجم ذاك المكان أو تلك المكانة.
فلم يرَ العالم ما شهده يوم الثامن عشر من نوفمبر 2025، من احتفاء وحفاوة لمسؤول سابق مثل ذلك الاستقبال، الذي كان مختلف البروتوكول، بخيول سبقت وصول موكب سمو ولي العهد، صاحبه تحليق مقاتلات في سماء العاصمة، وتبعته طلقات مدفعية ترحيبية. لقد أدهش الرئيس ترامب المجتمع الدولي بما أظهره من احترام للمملكة، ممثلة بسمو ولي العهد.
وقد جاء ذلك الترحيب من رئيس أمريكي ينظر إلى العلاقات مع المملكة بإيجابية ونضج كبيرين، رئيس خص المملكة بزيارته الأولى بعد كل تنصيب رئاسي، مثبتاً، وكما جاء على لسان الأمير بندر بن سلطان السفير السابق لدى الولايات المتحدة عندما قال، أن المملكة دولة «صديقة وصدوقة» مع الولايات المتحدة. وكثيرا ما ردد الرئيس ترامب بأن المملكة دولة صديقة، مستقرة سياسيا ورائدة اقتصاديًا، وأنها ستقود المنطقة والإقليم من حولها.
كما جاء التكريم أيضاً من ذلك المنطلق الذي ينظر محللي ومنظري الفكر السياسي العالمي إلى المملكة من خلاله، وهو أن المملكة مركزًا سياسيًّا واستراتيجيًّا مهمًا في معادلة توازن القوى في الشرق الأوسط، بما تمثله من ثقل إقتصادي وسياسي دولي، ودور أمن وسلام واستقرار محوري إقليمي. وتلك هو الدور، والثقل، والمحور، والمكانة، التي أثبتتها زيارة سمو ولي العهد إلى واشنطن العاصمة.
ولعلي أوجز من خلال نقاط خمس ما يمكن قوله عن النتائج النوعية لزيارة سمو ولي العهد يحفظه الله:
* زيارة أبرزت حقيقة أن المملكة لا تخلق فرصا زائفة لإرضاء الولايات المتحدة، أشادت بدور الرياض في التوصل إلى إتفاق غزة، وبدعوة ولي العهد المباشرة للرئيس ترامب للتدخل لإنهاء الحرب في السودان.
* زيارة تأريخية إستثنائية مفصلية بكل المقاييس، صنفت المملكة بالحليف الرئيس من خارج الناتو، وأكدت موقف المملكة من ضرورة وجود مسار واضح لحل الدولتين، أوضحت رؤية القيادة السعودية للعلاقة الثنائية، وأكدت في الوقت نفسه، بأن محمد بن سلمان يقود تحولاً وطنياً في الشراكات الدولية.
* زيارة أكدت على المكانة السعودية الجيوسياسية المستقبلية، زيارة لم تشهد لقاءات بروتوكولية بقدر ما عززت قدرات المملكة السياسية والاقتصادية، دشنت عهداً وصيغة جديدتين للتعاون المستقبلي وأكدت الرؤى المتقاربة والمصالح المشتركة
* زيارة تصدرت المشهد الدولي وفتحت الطريق لشراكات كبيرة حققت المملكة من خلالها أهدافاً سياسية واقتصادية ودبلوماسية، رفعت من مكانتها، وأبرزت دورها الإقليمي والعالمي المستقبلي.
* زيارة خرجت باتفاقات كبرى في الدفاع والطاقة والتقنية، رسمت خرائط التحالفات وملامح الشراكات، ومعادلة جديدة للعلاقات، وفتحت ملفات حيوية ستساعد على صناعة المستقبل السعودي.
إنه لإنجاز كبير لسمو ولي العهد يحفظه الله، إنجاز يجعلنا نعتز بهويتنا كمواطنين سعوديين، وبأسمى ما يكون التعبير عن مكونات هذا الوطن العزيز، وملامحه الروحية والتاريخية والحضارية، ونفتخر بالمليك وولي عهده رموزاً لبلادنا، وبما تحتويه مآثر سلمان المشرفة، وإنجازات محمد بن سلمان الواعدة، فكلاهما، أمد الله في عمريهما، قريبان من خالقهما وشعبهما، ما جعلهما قادرين على أن ينجحا، في إدارة شؤون الحكم، وسياسة الوطن، وخدمة المواطن. فهنيئا لنا بهما. والله من وراء القصد.




