بين الأدب والملعب..أمسية تفيض إنسانية وثقافة

بقلم – محمد البكر :
عندما يكون المذيع والمحاور بقامة الأستاذ جاسم العثمان ، والضيف بمكانة الأستاذ أحمد عيد ، تصبح الأمسية ” كاملة الدسم ” . وعندما يكون عنوانها ” بين الأدب والملعب ” ، يكون الحضور جامعاً لحضور ثقافي ورياضي .
ومع أن البداية كانت حزينة مؤلمة ، حينما بدأها العثمان بالإشارة لما يمرّ به من ظروف صحية قاسية ، إذ تحدّث في بداية الأمسية بصراحة مؤثرة عن إصابة أحد أبنائه بجلطة دماغية ، واستعداده هو لإجراء عملية ثانية بعد إصابته بسرطان القولون ، إلا أن ذلك لم يمنعه من أن يكون في كامل تألقه المهني والإنساني . أدار الحوار بثقة ودفء ، مستعيداً حضوره الإذاعي المميز الذي أحبه الناس عبر سنوات طويلة .
بدا كما عرفه جمهوره دائماً ، مثقفاً خفيف الظل ، قويّ الإرادة ، لا تهزّه المحن ، بل تزيده وهجاً وبريقاً .
أما الضيف الأستاذ أحمد عيد ، فقد أعاد الحضور لذكرياته عندما كان حارساً للنادي الأهلي ، ثم حارساً للمنتخب السعودي في دورة الخليج العربي الأولى ، قبل أن يقدّم حديثاً ثرياً تناول فيه محطات من مسيرته الرياضية والإدارية ، مستعرضاً تجربته في قيادة الاتحاد السعودي لكرة القدم ، ثم مؤكداً على أهمية التقاء الثقافة بالرياضة في تكوين الشخصية الوطنية . فأظهر للحضور جانباً أدبياً راقيًاً وهو يتحدث عن علاقته بسمو الأمير الشاعر عبدالله الفيصل ، مستعيداً ذكرياته معه ، ومشيراً إلى أثره الكبير في الوجدان الرياضي والثقافي . وتوقف عند قصيدتي سموه يرحمه الله الخالدتين ” ثورة الشك ” و “من أجل عينيك ” ، اللتين غنتهما كوكب الشرق السيدة أم كلثوم عامي 1962 و1971 . في إشارة إلى رهافة الذوق العربي الرفيع وجمال الكلمة التي تتجاوز الزمن .
لقد جاءت هذه الأمسية لتؤكد أن الثقافة والرياضة جناحان يكمل أحدهما الآخر، وأن الإبداع لا يُقاس بالمجال بل بروح الإنسان التي تصنع الأثر مهما كانت التحديات . ومن هنا يُسجَّل لنادي وسم الثقافي ، بقيادة رئيسته السيدة عبير العبدالقادر ، هذا التميز في الجمع بين الفكر والإبداع ، وتقديم نموذجٍ راقٍ للفعاليات التي تلامس العقل والوجدان معاً . شكراً للمذيع والضيف ولنادي وسم الثقافي . ولكم تحياتي



