عادت الروح

بقلم – محمد البكر :
كنت على قناعة بأن منتخبنا لن يخسر أمام المنتخب الأندونيسي حتى بعد تسجيلهم للهدف الأول . فقد تعودنا على أن اللاعب السعودي يظهر معدنه كلما كان تحت الضغط .
كانت البداية مربكة لنا ، فالنجم تمبكتي أخطأ أولاً بشكل غريب ، ثم وخلال أقل من دقيقة تسبب في احتساب ضربة جزاء يسجل منها الأندونيسيين هدفاً كاد أن يبعثر أوراق منتخبنا . لكن الرائع هو أن تمبكتي حافظ على توازنه ولم يتأثر من الخطأين الكبيرين ، أولاً لما تلقاه من دعم من زملاءه ، وثانياً لخبرته وثقته بنفسه .
في الشوط الأول ظهر معدن المنتخب السعودي وثقله في الملعب ، كما ظهر النجم القادم بقوة ” أبو الشامات ” الذي سدد قذيفته الأولى معلناً تسجيل هدف التعادل ، وأعقبها بتسديدة ثانية ارتطمت بالعارضة . والأجمل في هاتين التسديدتين أنها أعادت لمنتخبنا ما فقدناه من سنين وهو التسديد من خارج منطقة الجزاء .
مع بداية الشوط الثاني ، وخلال العشرين دقيقة الأولى وضع منتخبنا المنتخب الأندونيسي في حجمه الطبيعي ، فمع احترامنا له ، إلا أن الوضع الطبيعي هو ألا يكون منافساً لمنتخبنا .
عندما نشاهد دكة الإحتياط السعودية ، تزداد ثقتنا بمنتخبنا الوطني ، فعهد ” منشيني ” قد ولى وندعو الله ألا يعود في يوم من الأيام .
دعوني أسجل إعجابي واحترامي لجماهيرنا في المنطقة الغربية ، والذين لم يخذلوا منتخبنا في أي مناسبة يلعبها في جدة . مما كان له الأثر الكبير لرفع معنويات نجومنا.
وصدقوني أني شعرت بقشعريرة وأنا أتابع الأطفال وهم في مشاهد فرح لا حدود لها . فمن يلعب ليس ناديه ، بل منتخب بلاده .
رينارد مدرب رائع ، يعرف كيف يوظف كل لاعب ، وقد نجح في تجاوز الإحباط الذي كان يلازم منتخبنا وجماهيرنا .
كدنا أن ندفع الثمن غالياً عندما أهدر نجومنا أكثر من فرصة شبه مؤكدة لتسجيل هدف رابع . ثم أن ضربة الجزاء التي احتسبها حكم المباراة أراها غير صحيحه . وهذا الحكم الكويتي أحمد العلي صاحب مواقف سيئة ضد منتخباتنا وأنديتنا .
أعرف أن النهاية كادت أن تكون كالبداية مقلقة مفاجئة ، لولا لطف الرحمن .
شكراً لكم يا نجومنا فقد أعدتم لنا هيبة المنتخب السعودي . فألف مبروك لكم ولنا وللوطن العظيم . ولكم تحياتي




