مهنةٌ نبيلةٌ وشرفٌ عظيم

بقلم – أسرار عبد العزيز السلمي :
الخامس من أكتوبر، يومٌ يزدان فخرًا واعتزازًا، فهو التاريخ الذي يشهد على تتويج سيرةٍ عطرةٍ ومشرفةٍ، سيرةِ العطاء والإلهام التي خطّها المعلمون والمعلمات بمداد الصبر والإخلاص. إنّه يومٌ يقف فيه العالم بأسره وقفةَ تقديرٍ واحترامٍ لهذه الفئة العظيمة التي نذرت حياتها لبناء الإنسان قبل البنيان، ولغرس بذور العلم والمعرفة في عقول الأجيال الناشئة.
لقد سار المعلمون والمعلمات على دربٍ قويمٍ من النور، حملوا رسالة العلم بكل ما فيها من مسؤوليةٍ وتضحية، وسعوا بأيديهم البيضاء إلى الأخذ بيد أبنائهم وبناتهم نحو المضي في طريق التعلم وحب المعرفة. فهم يؤمنون أنَّ التعليم ليس مجرد مهنةٍ تمارس، بل هو رسالةٌ ساميةٌ تُبنى بها الأمم، وتُصاغ بها ملامح المستقبل.
وكم هو جميلٌ أن يشعر كلُّ معلمٍ ومعلمةٍ بالفخر والاعتزاز بممارستهم لهذه المهنة النبيلة، وأن يشكروا الله تعالى على هذه النعمة العظيمة وهذا الشرف الكبير، كيف لا وهم الذين نالوا الذكر الحسن في كتاب الله الكريم وفي سنة نبيّه عليه الصلاة والسلام، حيث رفع الله من شأنهم، وقرن العلم بأعظم القيم.
لقد تغنّى الشعراء العرب منذ القدم بالمعلمين، واعتبروهم مناراتٍ تُهدي السالكين، وألسنةَ صدقٍ تنطق بالحكمة والمعرفة، فهم الذين يزرعون فينا حبَّ الوطن، والإخلاص في العمل، والتمسك بالقيم والمبادئ.
حقٌّ لكلّ معلمٍ ومعلمةٍ أن يفخروا بما يقدمونه من جهدٍ وعطاءٍ، فهم صُنّاعُ المستقبل، ورُسلُ الخير والنور، وبأيديهم تُبنى العقول وتُصاغ الأحلام. فشكرًا لهم في يومهم العالمي، وشكرًا لكلّ من علّم حرفًا، أو أنار دربًا، أو أيقظ فينا شغفًا نحو العلم والمعرفة.
إنها مهنةٌ نبيلةٌ وشرفٌ عظيم، فسلامٌ على المعلمين والمعلمات في كل زمانٍ ومكان، وسلامٌ على قلوبهم التي تنبض بالعطاء دون انتظارٍ لجزاءٍ أو شكرٍ من أحد، فهم الخيرُ كلّه، ومجدُ الأمم الحيّ المتجدد.




