مقالات

أرامل وأيتام ورؤية وطن

بقلم – محمد البكر :

برعاية كريمة من سمو الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز ، أمير المنطقة الشرقية ، احتفلت جمعية ” بناء ” يوم أمس ، بتخريج دفعة جديدة من الأبناء والبنات الأيتام ، في مشهد اختلطت فيه دموع الأمهات الأرامل بفرحة الإنجاز، وغمرت فيه مشاعر الامتنان كل من حضر .

لم يكن ذلك الحفل ، مجرد مناسبة احتفالية ، بل كان محطة فارقة في حياة شباب وشابات تجاوزوا صعوبات الحياة ، وكتبوا لأنفسهم بداية جديدة لمستقبلهم وحياتهم . فأن يُكمل اليتيم تعليمه ، ويصعد منصة التخرج ، محاطاً برعاية كريمة ودعم مجتمعي ، إنما هو إعلان بأن هذا الوطن لا يترك أبناءه خلفه ، بل يمد لهم يداً تحمل الأمل وتفتح لهم أبواب المستقبل .

رعاية سمو أمير المنطقة لهذا الحفل ، تمثل أكثر من حضور رسمي . إنها تجسيد عملي لنهج المملكة في دعم الفئات الأشد حاجة للرعاية والاهتمام ، وخاصة الأيتام والأرامل . هذه الفئة ، التي كثيراً ما تواجه الحياة بثقلها وتحدياتها ، دون سند ، تجد اليوم في برامج الدولة ومبادرات الجمعيات المتخصصة مثل جمعية ” بناء ” ، كتفاً تتكئ عليه ، وبيئة حاضنة تُعيد لهم التوازن وتمنحهم فرصًا حقيقية للنجاح .

في عيون الأمهات، كانت الرسالة واضحة – لسنا وحدنا – . وفي وجوه الخريجين والخريجات ، أصبح المستقبل أكثر إشراقاً . فإن كانت الحياة قد سلبت آباءهم ، ها هو الوطن يمنحهم الأمن والعلم والكرامة .

مثل هذه المبادرات لا تصنع فقط قصص نجاح فردية ، بل تخلق أجيالاً أكثر وعياً وولاءً وانتماءً . الأيتام الذين تخرّجوا بالأمس، سيكونون غداً بإذن الله عناصر فاعلة في مجتمعهم ، يردّون جميل هذا الوطن المعطاء ، ويغرسون بذور الأمل في نفوس غيرهم من الأيتام ، ويرسمون البسمة على وجوه أمهاتهم .

حين تهتم الدولة بالأيتام والأرامل ، فإنها لا ترعى أفراداً فحسب ، بل تصنع تحولاً اجتماعياً عميقاً ، تُعيد به بناء الثقة والطمأنينة في نفوس من قست عليهم الحياة . ولكم تحياتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى