الزعيم في مواجهة صحف العالم

بقلم – محمد البكر:
حين أسدل الستار على المواجهة التاريخية بين الهلال السعودي ومانشستر سيتي الإنجليزي ، رأيت أن الحدث قد انتهى ، وأن الحديث عنه لم يعد ذا جدوى . لكن ما أعادني للكتابة مجددًا لم يكن مجرد الفخر بفوز الهلال ، بل ما أثارته بعض الأصوات – محليًا وعربيًا – من محاولات للتقليل من هذا الإنجاز الكبير . لقد أثبت الهلال ، أمام أعين العالم ، أنه ليس مجرد نادٍ آسيوي حقق فوزًا عابرًا ، بل هو نادٍ يملك مشروعًا رياضيًا متكاملًا ، وأسلوبًا فنيًا راقٍ ، مكّنه من التفوق على أحد أعظم أندية العالم في العصر الحديث ، بطل أوروبا “مانشستر سيتي .
ورغم أن الصحف العالمية أنصفت الهلال وأبرزت فوزه بكل مهنية واحتراف ، فإن بعض من يصفون أنفسهم بـ”النقاد” – سواء من داخل الوطن أو من الإخوة العرب ممن تستضيفهم القنوات الرياضية السعودية – ظهروا وكأنهم في موقع الدفاع عن الهزيمة الأوروبية ، لا الاحتفاء بالإنجاز الوطني .
فبينما تجاهل بعض الإعلاميين المحليين الأداء الكبير الذي قدمه الهلال ، ليس فقط في مباراة سيتي ، بل أيضًا أمام ريال مدريد سابقًا ، جاءت العناوين العالمية لتضع النقاط على الحروف .
صحيفة الغارديان وصفت ما حدث بـ”زلزال كروي سعودي”.
صحيفة ماركا الإسبانية عنونت : “كأس العالم يصبح أكثر جنونًا .. الهلال يهزم مانشستر سيتي”
صحيفة آس أكدت “الهلال لم يفز بالحظ ، بل بالأداء والانضباط
سكاي سبورت قالت: “أداء سعودي يُسكت المشككين
الديلي ميل كتبت: “من الصحراء إلى المجد.. الهلال يهزم الأبطال”
بي بي سي ” علقت : “الهلال يصنع التاريخ ويحرج كبار أوروبا”
أما ذا صن فاختارت عبارة لافتة ” الصدمة الزرقاء ” .. الهلال السعودي يلقّن الكبار درساً .
هذه التغطية العالمية ليست مجرد إشادة بفوز عابر ، بل اعتراف صريح بقوة المشروع الرياضي السعودي ، الذي بدأ يحجز مكانه بين الكبار في الساحة الكروية العالمية . إن التعادل مع ريال مدريد ، والانتصار على مانشستر سيتي ، والتأهل إلى دور ربع النهائي ، لم تكن مجرد نتائج ، بل رسائل صريحة للعالم بأن الكرة السعودية قادمة ، لا لتشارك فقط ، بل لتنافس . ومن المؤكد أن هذا الحضور القوي سيُسهم في جذب المزيد من نجوم اللعبة ، ويمنح ثقة أكبر للمستثمرين ، ويُعزز من مكانة المملكة كوجهة رياضية عالمية ..
ليس غريبًا أن يُبهر ” الزعيم ” العالم ، لكن من الغريب أن يأتي التشكيك من أقرب المنابر . فالهلال لا يحتاج لمن يدافع عنه ، بل للمنصفين فقط أن يروه كما هو … نادٍ كبير يكتب التاريخ بلغة الأداء والإنجاز . ولكم تحياتي .




