من يقتل أمه ويحرق عائلته!؟

بقلم – محمد البكر:
قد يكون العنوان صادمًا للكثير منكم. فمن يتصور أن هناك إنسانًا يمكنه أن يذبح أمه التي حضنته ذات يوم في طفولته، بسبب حاجته للمال؟ ومن يتخيل أن هناك من يغلق الباب على والديه وأخواته الصغار، ثم يحرق الشقة بمن فيها، وهو يهلوس بأنهم يتآمرون عليه؟!
غير هذا وذاك، هناك من يعتدي على محارمه بلا وازع أخلاقي، ولا رادع ديني، ولا غيرة، كما لو كان خنزيرًا. بل هناك من يبيع أطفاله، أو يسمح باستغلالهم في كل ما حرّم الله على الإنسان.
نحمد الله أن هذه الجرائم، التي نسمع عنها، نادرة الحدوث في مجتمعنا، ولا يمكن تعميمها. لكن في الوقت نفسه، من غير المقبول تجاهلها وكأنها لا تحدث في مجتمعنا المحافظ. فعدم الاعتراف بالمشكلة يعني عدم السعي لحلّها ومعالجتها. فالجرائم التي أشرتُ إليها مروّعة، بل مؤذية للنفس البشرية.
والسؤال الذي يجب أن نطرحه: هل من يرتكب هذه الجرائم إنسان طبيعي؟ الجواب، دون تفكير: بالطبع لا. لا يرتكبها إلا إنسان فاقد لأهليته العقلية، ولآدميته، وفطرته الإنسانية. فجميع من يرتكب تلك الجرائم البشعة هم من المدمنين على المخدرات بمختلف أنواعها ومكوناتها.
وعندما يفيق هذا المجرم مما هو فيه، ويقف أمام القاضي – أعانه الله – للنطق بالحكم، يصرخ بأنه نادم على فعلته، لأنه كان خارج حالته الطبيعية، ولم يكن يدري بما يفعله. “كل المجرمين” يقولون ذلك! لكن السؤال الذي لا يستطيع الإجابة عنه هو: ألم يكن تعاطي المخدرات برغبتك الشخصية وإرادتك؟ ألا تعلم أن هذا الطريق طريق مسدود لا عودة منه؟!
ما تقوم به الدولة، أعزّها الله، عبر أجهزتها الجمركية من جهود لمكافحة المخدرات قبل دخولها إلى المملكة، وكذلك جهود وزارة الداخلية، عبر أجهزتها الأمنية، في متابعة المروّجين والمتعاطين والمغرَّرين بصغار السن والشباب، هي جهود كبيرة تُذكر فيُشكرون عليها.
لكن، ما هو دور الأسرة؟ ما المطلوب من الأمهات والآباء لمساعدة أبنائهم وحماية المجتمع من شرورهم؟! وماذا ننتظر من رجال الأعمال، والمربين، وكذلك الخطباء، ومنتجي الأفلام والمسلسلات الاجتماعية التي تبثها قنواتنا التلفزيونية؟!
غدًا بإذن الله، سأكمل هذا المقال المهم حول هذه القضية الخطيرة.




