مناسبات

كشافة شباب مكة.. عقود من العطاء في خدمة ضيوف الرحمن

مكة المكرمة – عثمان خليفة مدني :

على مدى عقود، يواصل فريق كشافة شباب مكة المكرمة التابع لجمعية مراكز الأحياء، تقديم صورة مشرّفة للعمل التطوعي والإنساني في خدمة حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين، مستندين إلى تجارب ميدانية ثرية بدأت من المعسكرات الكشفية التابعة للرئاسة العامة لرعاية الشباب (وزارة الرياضة حاليًا)، وامتدت لتشمل مختلف مواقع الخدمة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، بالتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة.

أعضاء الفريق من قادة وكشافين وجوالة، رسموا عبر السنوات لوحة من العطاء والانتماء، فكانوا نموذجًا يحتذى في التفاني والاحترافية. يقول عبدالمغني حميد الطويري، المستشار الإعلامي، إن مشاركته مع الكشافة خلال المرحلة المتوسطة كانت بداية مسيرته المهنية، وأسهمت في نجاحه لاحقًا كمشرف عام على البعثات الصحفية لمطبوعات كبرى خلال مواسم الحج.

أما القائد الكشفي علي بكر هوساوي، الذي يمتلك خبرة تمتد لـ47 عامًا، فقد تنقل بين مواقع الخدمة المختلفة، مشيدًا بأثر الكشافة في تنمية قدراته وإعداده لتولي مهام قيادية في عدد من الجهات، أبرزها وزارة الحج وأمانة العاصمة المقدسة.

من جانبه، أوضح القائد الكشفي المهندس بكر إبراهيم التمبكتي، القائد العام لفريق كشافة شباب مكة، أن رحلته في العمل الكشفي بدأت منذ المرحلة الابتدائية، وتنوعت بين مكة والمدينة والمشاعر، حتى أصبح قائدًا لمركز استضافة وإرشاد الحجاج التائهين، مشيرًا إلى أن النضج الكشفي الذي اكتسبه أهّله للعمل بكفاءة مع مختلف الجهات المعنية بخدمة الحجيج.

بدوره، أشار القائد الكشفي التربوي تركي محمد إلى أن مشاركته في مواسم الحج مع جمعية الكشافة العربية السعودية طورت من مهاراته القيادية، وهو اليوم يعمل مطوفًا داخل الحرم المكي. وتحدث التربوي سمير سالم باطوق عن استفادته من التجربة الكشفية في مجالات التدريب والتواصل والعلاقات العامة، والتي انعكست إيجابيًا على مسيرته المهنية.

أما القائد الكشفي والصحفي خالد خليفة مدني، مساعد قائد الفريق، فقد استعرض تجربته التي بدأت من بيت الشباب، وامتدت إلى مركز إرشاد الحجاج التابع لمؤسسة جنوب آسيا، مشيدًا بالدعم الذي تلقاه من شخصيات رائدة في التعليم والإعلام والعمل الاجتماعي، والذي أسهم في رفع الروح المعنوية لأعضاء الفريق.

من جهته، تحدث القائد الكشفي عبدالله حمدان الشهري عن دوره في تأصيل مفهوم العمل التطوعي لدى الشباب، مشيرًا إلى أن الكشافة أصبحت بوابة لاستقطاب الكفاءات للعمل في الشركات المتخصصة بخدمة الحجاج. كما عبّر الجوال المهندس صلاح حسن سقطي عن فخره بالانضمام لفريق الكشافة، مؤكداً أن تجربته ساعدته في خوض تحدٍ جديد بالعمل مع قطار المشاعر.

وأوضح عبدالهادي عثمان دهلوي، مدير مكتب بشركة الخطوط السعودية للحج والعمرة، أن العديد من القيادات الشابة التي خدمت الحجاج بدأت مشوارها في الكشافة، التي ساعدتهم في بناء الشخصية القيادية والمهارية.

وأشار المهندس يونس فضل كراني إلى أن عمله مع الفريق لمدة 10 سنوات أكسبه الخبرة التي أوصلته ليصبح مديرًا تنفيذيًا بإحدى شركات خدمة الحجاج، مشددًا على الأثر الإيجابي للكشافة في التنظيم والتواصل.

كما عبّر الجوال رياض علي علواني عن اعتزازه بخدمة ضيوف الرحمن، مؤكدًا أن تلك التجربة شكلت مرحلة مهمة في حياته، حتى بات اليوم أحد مسؤولي مراكز الضيافة. وذكر المهندس صالح فيرق أن بيئة العمل في الفريق تمثل مدرسة للتطوير المهني، بما تقدمه من تدريب واحتكاك ميداني.

وأفاد الجوال المصور محمد أحمد محمد سعيد أن مشاركته في موسمين مع كشافة شباب مكة صقلت مهاراته في التصوير، وفتحت له فرصًا للعمل كمندوب صحي ثم في عدد من المشاريع مع وزارة الحج، إلى أن التحق هذا العام بشركة الراجحي.

بدوره، تحدث الدكتور محمد أحمد المنشي، مستشار هيئة القيادة والأركان بوزارة الحرس الوطني، عن خبرته الممتدة لـ12 عامًا في الكشافة، والتي أهلته للعمل لاحقًا في وزارة الحج والإعلام، مؤكدًا أن هذه التجربة كانت حجر الأساس لنجاحه المهني.

واختتم الكشافون آدم دواد، محمد فرحات، إبراهيم أبكر حديثهم بالإشادة بمبادرات الفريق في استقبال وتوديع الحجاج، والتي ساهمت في صقل مهاراتهم وتمكينهم من العمل في أقسام الاستقبال وخدمة العملاء لدى عدد من الشركات.

وقال الجوال محمد ناصر الصالح: “في كشافة شباب مكة تعلمنا المبادئ التي نبني بها حياتنا، ومنها انطلقت نحو العمل المهني حتى أصبحت مديرًا مناوبًا في شركة متخصصة بالحج والعمرة”.

إن ما تقدمه كشافة شباب مكة من جهود نوعية، وتجارب ملهمة، يجسد القيم السعودية في العطاء والتطوع، ويعكس نموذجًا فريدًا من الاستثمار في الطاقات الشابة لخدمة الإنسانية في أقدس البقاع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى