مقالات

ذكريات صحفي في الحج!

 

img_2463

بقلم | خالد محمد الحسيني
• في اليوم الثامن من ذي الحجة ١٤٣٧هـ، أتذكر أننا في هذا اليوم يكون قد أمضينا ٢٤ ساعة في عرفات؛ إذ نصل إليها عصر يوم السابع، أتحدث عن فترة رئاستي لبعثة الحج أثناء إدارتي لمكتب جريدة الرياض في العاصمة المقدسة ١٤٠٢هـ – ١٤١٣هـ، وكانت البعثة أنا والمصور، وكانت الصحف تبعث بعددٍ لايقل عن ثمانية أشخاص وأكثر ضمن البعثة، استضافتنا رابطة العالم الإسلامي في عرفات فترة أمانة د.عبدالله نصيف ومسؤول الخدمات الأستاذ عبدالله بازرعة، كنت أحمل في السيارة التي نستأجرها لعرفات مكيف صحراوي وجهاز الفاكس الثقيل جدًا ولاتعمل الكهرباء في مخيم الرابطة إلا صباح يوم عرفات بمعنى أن يوم الثامن نظل في الخيمة تحت تأثير الشمس، وأحمل معي من المنزل مواد غذائية ليوم الثامن وملابس، ونكون قد أنهينا التواصل مع الاتصالات لتوصيل الهواتف للخيمة، تلك الفترة كان مدير عام اتصالات العاصمة المقدسة الصديق المهندس أيمن عرقسوس رحمه الله. وأذكر المهندس عبدالرحمن الغامدي كان يرافقني في بعض السنوات زميلي في المكتب مسؤول الإعلانات والتوزيع الصديق حامد علي حامد “سوداني”، والعم صالح جماعي والزميل المصور أحمد محمود، وفي سنوات الزميل المصورمحسن سالم، وفي أحد الأعوام حضر معي الزميل العزيز الصديق عبدالرحمن السعدون. وكان مخيم الرابطة بالقرب من مسجد نمرة ومكان تواجد أكثر الإدارات الحكومية.
يمضي اليوم الثامن مع معاناة الشمس والإعداد لعمل يوم عرفات، ومن صباح يوم عرفة يبدأ العمل والتواصل مع الإدارات الصحة، الأمن العام، المرور، المياه، التجارة، الدفاع المدني، وزيارة مقر إمارة منطقة مكة والحديث مع الأمير إن تيسر ذلك، عصر يوم عرفات بعد إرسال مواد يوم عرفة وإرسال الأفلام إلى جدة بسيارة أجرة؛ لإرسالها إلى الرياض، نستعد للنزول إلى منى في وقت مبكر؛ لأننا لانحج. إذ تواصلت في أحد الأعوام مع إمارة مكة، ونزلنا منى في مقر الإمارة فترة إمارة الأمير ماجد رحمه الله، ونائبه الأمير سعود بن عبدالمحسن، و وكيل الإمارة الأستاذ حمد الشاوي رحمه الله، وكان مسؤول الخدمات الأستاذ عبدالكريم الصقعبي رحمه الله. وكان عمل منى مرهقًا خاصة لعدم وجود زملاء غيري في المهمة؛ إذ نحضر زيارات المسؤولين للجهات العاملة في منى ونتواصل معهم، وإرسال المواد أولًا بأول، ويتواصل العمل عبر الهاتف مع العديد من الجهات، أذكر في أحد الأعوام توقفت السيارات واضطررت لحمل جهاز الفاكس أنا والمصور؛ للوصول إلى مقر الإمارة لسرعة إيصال المادة لظروف النشر والتوزيع، قبل مغادرة الحجاج يوم الثاني عشر نغادر إلى مكة المكرمة، ويتواصل العمل عبر المكتب وتجهيز الأعمال التي يمكن أن تنشر ولاترتبط بوقت، أيضًا كنت أتواصل مع الحرس الوطني عبر خطابات أبعثها قبل أيام الحج للأمراء خالد بن عبدالله، ومتعب بن عبدالله للموافقة على استضافتنا في معسكر الحرس الوطني العلاقات العامة التي كان المسؤول عنها الشيخ عبدالرحمن الشثري، وتتميز خيام الحرس في منى بالتكييف والإعاشة والخدمة المميزة. ونحضر زيارة الملك عبدالله رحمه الله للمعسكر عندما كان وليًّا للعهد، وزيارة الأمير سلطان -رحمه الله- لمعسكر القوات المسلحة القريب من معسكر الحرس.
في إحدى السنوات كلفني رئيس التحرير بالاتفاق مع مترجمين في مكة؛ لترجمة العدد وأخبار الحج للغتين الأردو والفرنسي، ووفقني الله بترجمة الأخبار قبل وأثناء وبعد الحج وإرسالها لمقر الصحيفة في الرياض لطباعتها. وفي السنوات الأخيرة في جريدة الرياض عملنا أيام الحج عبر المكتب وحضور المناسبات والجولات والعودة للمكتب، ومن يوم السابع نواصل العمل لليوم الثالث عشر تخلل ذلك الكثير من المواقف والذكريات والمتاعب، وكل ذلك بمكافأة لاتذكر، لكنه الحب والتضحية وأمانة المهنة، والحمد لله على فضله وتوفيقه. كل عام وأنتم في خير.
•• أول بعثة حج، كانت أول عملي في جريدة البلاد حج ١٣٩٨هـ مع عدد من الزمللاء

*نقلا عن صحيفة “مكة”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى