مقالات وآراء

لنترك أثرًا في الحياة

بقلم – يوسف البيشي:

اعلم بـأن الزرع نوعان زرع الشجر ؛ وزرع الأثر ؛ فإن زرعت الشجر ربحت الظل والثمر ،وإن زرعت الأثر حصدت محبة الله والبشر ،جميل أن نترك أثرًا طيبًا ؛ حيثما كنا ؛ وجميل أن نترك أثرًا من بعدنا ؛ ولا تعتقدوا أن الأمر صعب؛ نحن نستطيع  ذلك بابتسامتنا الصادقة ، نمنحها لعامل متعب نصادفه في الطريق، بضحكة تشجيع نطلقها لطفل، يحاول أن يستند من كبوته الصغيرة..!

لنترك بقايا عطرنا في مجلس جلسناه فتحدثنا  بالخير، الذي يجمع الآخرين ويقربهم بالإيجابية التي تجعل من حياة الناس أفضل، لا تعتقدوا أن الأثر الطيب الذي أقصده هو بناء جسرًا أو مسجدًا أو إنشاء مستشفى..! نعم هي إنجازات كبيرة وجليلة 

إنما قصدت بالأثر أثرًا نتركه في كلمة حق أو تشجيع أو نصيحة، أو مواساة لأحدهم، فلا شيء أجمل من أن يخبرنا أحدهم ، بأننا أحد الأسباب التي غيرت حياتهم للأجمل ، هذا هو الأثر الطيب والغرس المثمر الذي نغرسه حتى لو لم نكن موقنين بأننا سنجني منه شيئًا في حياتنا..! فثمة لكل منا وظيفته في هذه الحياة، ولكل منا أثره الذي يبقى بعده، وغرسه الذي قد يبدأ ببذرة بسيطة جدا، ولكن مع السنين يصير حقلًا واسعًا، أو شجرًا مثمرًا ممتدًا..!
وفي حديث نبينا صلى الله عليه وسلم عليه الصلاة والسلام وصية جميلة وشديدة الدلالة : “إن قامت الساعة وفي يدِ أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها “، إنها أفعالنا وتصرفاتنا وأخلاقنا التي وإن كنا نوجهها إلى الآخرين، إلا أنها في النهاية تنعكس علينا، وترتد توابعها إلينا وتبعاتها علينا، فالأثرُ الطيب الذي نصنعه في مسيرةِ حياتِنا هو إرثنا ،الذي يبقى ويبقى حتى بعد فناء الأشياء، وهي التي لا تحدد لنا مكانتنا في قلوب الناس وعقولهم فحسب، بل تعطي فكرة عن تعامل الله سبحانه وتعالى معنا 

” إذا لم نستطع أن نترك اثراً جميلا في القلوب، فلا نزرع فيها ألماً لا ينسى” وبنهاية الكلام عن الأثر
                  اللهم اجعلنا ممن يغرسون الأثر الطيب في قلوب الآخرين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى