مقالات وآراء

أحاديث حظرٍ معقّمة (127)

بقلم – عدنان صعيدي

سبب غضب البعض من عدم قبول ( الجبا ) هو الرغبة في عدم خسارة الدافع وتحميله مبلغاً قد يكون هو في حاجته في ذلك الزمان الذي كانت فيه الأحوال الاقتصادية ضعيفة والموارد المالية شحيحة، ومن جانب آخر فإن من دُفع عنه من واجبه ــ بحكم العرف الاجتماعي ــ أن يدفع ذات يوم عن ذلك الرجل أو لابد أن يقدم له خدمة تساوي أو أكبر مما دُفع عنه، وهو أمر قد يكون مكلفاً مادياً في ظل ضيق ذات اليد.

ومن باب اللطف والتودد اجتماعياً في مكة المكرمة ــ خاصة ــ أن يقول الجالس في مركازه أو في مقهى على طرف شارع يمر به الناس ــ كما كان قديما دون أبواب تغلق ــ : ( جبا ياهو ) بمعنى تفضل لتناول الشاهي معنا على حسابنا.

وعندما كنت وعدد من الدكاترة والأساتذة والفنانين قبل اسبوعين في ضيافة الأستاذ أحمد باديب سعدت بإهداء كريم من الدكتور إبراهيم عباس نتو ــ العميد السابق بجامعة البترول ــ وهو أحد اصداراته المتعددة وعنوانه ( مكة المكرمة . . مفردات تراثية اجتماعية. . في لهجة أهل مكة )، والكتاب عبارة عن تسجيل سيرة تراثية تاريخية لمكة المكرمة، من خلال لهجتها وثقافتها المحلية ــ كما يقول ذلك المؤلف ــ وتعريف الجيل الحالي، وما يلحق بعده من أجيال، بمسرد قاموسي، واحياناً موسوعي، لمفردات مكاوية، وعندما كان أحد الأصدقاء الحضور يقلب في الكتاب صادف كلمة (سَطّح)، فسألني عن معناها فقلت : الضحك بصوت عالي، فشكراً للدكتور إبراهيم نتو على مجهوده في جمع الكثير جداً من المفردات في لهجة اهل مكة المكرمة وجعلها في كتاب يكون ذات يوم مرجعا للجيل القادم .

جدة / الخميس10 يونيو2021 م ــ 29 شوال 1442هـ .ِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى