المرأة .. القوة الخفية والركيزة الأساسية لبناء المجتمعات


بقلم – وداد المنيع :
يحتفل في الثامن من مارس من كل عام بـ اليوم العالمي للمرأة، وهو مناسبة عالمية لتكريم المرأة وتسليط الضوء على إنجازاتها في مختلف المجالات العلمية، والعملية، والاجتماعية. فالمرأة ليست مجرد فرد في المجتمع، بل هي كيانٌ متكامل وكينونةٌ مستقلة، تمثل رمز العطاء المتدفق ومنبع الحنان، فهي الأم، والأخت، والابنة، والزوجة، التي تساهم في بناء الأسرة والمجتمع.
ويعلم الجميع أن دور المرأة لم يعد يقتصر على المهام التقليدية، بل أصبحت شريكًا أساسيًا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. فالمرأة العربية اليوم تخوض مجالات متعددة، حيث أثبتت نفسها كسيدة أعمال، ومعلمة، ومرشدة، ومبتكرة، ومؤثرة في شتى القطاعات. لقد ساهم تطورها الثقافي والعلمي، إلى جانب ثورة التكنولوجيا، في تعزيز مكانتها ومشاركتها الفعالة في المجتمع.
فالمرأة ليست فقط نصف المجتمع، بل هي القوة الخفية التي تدفع عجلة التقدم، فهي الداعمة والطموحة لأسرتها، والمحفزة لنجاح زوجها وأبنائها، والمساهمة في بناء وطنها. كما أنها الركيزة الأساسية في بناء حضارة قائمة على القيم والثقافة والعلم.
وفي هذا اليوم، نقف احترامًا لكل امرأة قدمت، وضحّت، وساهمت في بناء مجتمع أفضل. سيدتي، لكِ كل الاحترام والتقدير لمعطائك اللامحدود في سبيل تحقيق التقدم والازدهار. كل عام وأنتِ مصدر الإلهام والقوة والتغيير الإيجابي.
ومن هنا أرى ضرورة مواصلة دعم المرأة العربية بشكل أكبر وهو مايتطلب جهودًا متكاملة من الأفراد، المجتمعات، والحكومات، لضمان تمكينها وتعزيز دورها في جميع المجالات عبر بعض الطرق الفعالة مثل تعزيز التعليم والتأهيل المهني وتمكين المرأة إقتصاديا من خلال دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تقودها النساء من خلال توفير التمويل والتدريب وتوفير بيئة مجتمعية داعمة من خلال نشر الوعي حول أهمية دور المرأة في المجتمع عبر الإعلام والتثقيف المجتمعي.
كما أدعو الى دعم الصحة النفسية للمرأة عبر توفير خدمات صحية شاملة تلبي احتياجات المرأة، بما في ذلك الرعاية الصحية الإنجابية و تعزيز خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي للمرأة. وتشجيع الإبتكار وريادة الأعمال من خلال توفير حاضنات أعمال ومساحات عمل مشتركة تدعم رائدات الأعمال وتعزيز دور المرأة في الأبحاث والابتكار من خلال منح دراسية وبرامج تدريبية بالإضافة إلى تعزيز دور المرأة في التكنولوجيا والإعلام و تشجيع النساء على دخول مجالات التكنولوجيا والبرمجة والذكاء الاصطناعي.
وفي الختام نستطيع القول أن دعم المرأة العربية مسؤولية مجتمعية تحتاج إلى تكاتف الجميع، فالمرأة القوية والمتمكنة تساهم في بناء مجتمع أكثر استقرارًا وتقدمًا. من خلال تعزيز الفرص المتاحة للمرأة، يمكننا تحقيق مستقبل أكثر إشراقًا وعدالة للجميع.




