التضليل والخداع لبعض المنشآت الطبية الخاصة
بقلم د.ابراهيم الادغم
تطالعنا بين الحين والآخر بطلعتها البهية وتطل علينا العديد من المنشآت الطبية الخاصة التي يجد أصحابها ممن لديهم رؤوس الأموال ضالتهم المنشودة وفرصهم المتاحة للاغتناء من ورائها والاكتساب بالطرق المتاحة لهم وبفترة قصيرة جدا يستعيضون خلالها ما تم إنفاقه عليها من جهد ومال . والكثير منها لم يكن لديه التجربة السابقة لإدارة مثل هذه المنشآت أو الارتقاء بمستوى أدائها وإنما لديهم فكرة تامة عما يمكن ان يعود عليهم من منفعة يمكن اذا جرى توظيفها جيدا وبطرقهم الخاصة أن يجنوا من ورائها النفع الكثير ماديا واجتماعيا .
لذلك كان من السهل ومن خلال القوانين واللوائح والقرارات التي وضعتها لهم وزارة الصحة القيام بأعباءها ماديا على الأقل ، أما ما تبقى لهم من الكادر الوظيفي والطبي فهذا يمكن تدبيره بشتى الطرق الاحتيالية التي يمكن من خلالها وبالطرق الملتوية القفز على قرارات وزارة الصحة الملزمة لهم للحصول على الترخيص القانوني بتوظيف ولو صوريا الكادر المطلوب دون أن يكون لهذا الكادر أي وجود فعلي في واقع المنشأة الطبية لأن هذه الطواقم لها اعباءها التي لا تقدر عليه ، كما أنها ليست بحاجة إليه أصلا وإنما تلبية لرغبات ومتطلبات وزارة الصحة التي ليست لها لزوم عندها ، وهكذا يتم الاتفاق بين الطرفين على أن يدفع الطرف الأول للطرف الثاني مبلغا وقدره مقابل الانتفاع بإسمه ومنصبه وموقعه كذلك . . . ولا داعي للحضور ولا ما يحزنون وريح نفسك وراتبك كما يطلقون عليه زورا وبهتانا سيصلك بحفظ الله ورعايته . . . فلا داعي للقلق وريح بالك .
لكن السؤال المطروح هو التالي . . . الا تعلم وزارة الصحة بهذه الأساليب الملتوية والتي تتحايل بها المنشآت الطبية على قراراتها وتعليماتها أم أن هنالك من يغض الطرف عنها طالما أنها مؤثقة بسجلاتهم الرسمية وهذا كاف بالنسبة لها ؟ ؟ ؟ ولا داعي لوجع الرأس أو القيام بزيارات تفتيشية وخلينا في مكاتبنا المكيفة بدلا من الإصابة بضربة شمس وتعب الإنتقال لأن سجل المنشأة يثبت أن أوراقهم كلها تمام ولا غبار عليهم ؟ ؟ ؟ بينما واقعهم يقول أنهم في غيهم وضلالتهم يعمهون ! ! !
يتحايلون ويمكرون ويكذبون والله مطلع على أفعالهم وتصرفاتهم إلى قدر معلوم ؟ ؟ ؟
{ يخادعون الله واللذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون ○ في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون }
والأدهى والأمر أن هذه الفئة التي هى من المفترض أن يكون المريض أمانة في أعناقهم هم أبعد ما يكونوا عن الأمانة فما بالك بالاخلاص في عملهم وإتقانه بما يرضي الله ورسوله . . . ألا ساء ما يفعلون لهم في الدنيا خزي ولهم في الاخرة عذاب أليم .
وليت بعض هذه المنشآت قاصرة على القيام بما ليس مطلوبا القيام به فقط وإنما وزيادة في التحايل على المريض يحلفون بأعظم الايمان أنهم بحاجة إلى الإجراء أو العمل الفلاني للوصول الي الغايات المطلوبة من زيارتهم والحصول على النتائج الباهرة التي لا يحلمون بها . . . ألا ساء ما يفعلون ؟ ؟ ؟
{ ويحلفون على الله الكذب وهم يعلمون }
{ اتخذوا ايمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله ألا ساء ما كانوا يعملون }
أن مثل هذه المنشآت التي يديرها الهواة الطامحين إلى الشهرة الزائفة والغنى والربح بأية وسيلة كانت وباسرع الطرق التحايلية إنما يجب أن يتخذ ضدها كل الوسائل العقابية المتاحة من وزارة الصحة بحيث لا تقوم لها قائمة فيما بعد ويجب ان لا تكون هنالك رأفة من المسؤولين نحوها لأنها نموذج ضار وغير مشرف سواء لسمعتها أو لأدائها أو حتى لمصداقيتها نحو من تقوم على تقديم الخدمات الصحية لهم .
وفقنا الله وإياكم لقول الحق والصدق لما فيه الخير والصلاح والفلاح لأنفسنا واحبتنا ، و أن نعمل صالحاً يرضاه ، ولا نكن ممن يخادعون أو يمكرون أو يكذبون فغضب الله عليهم آت لا محالة ؟ ؟ ؟
{ ربي ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيرا }
وأن آخر دعواهم أن الحمدلله رب العالمين