مقالات

فيلم حياة الماعز وكشف الإستراتيجيات الهندية

بقلم – د. محمود لملوم :

فيلم حياة الماعز فيلم هندي يعلمنا كيف تستخدم الدول قوتها الناعمة “ومنها السينما” لتحقيق أهدافها الإستراتيجية، لذلك سأحلل الفيلم إستراتيجيا لعلنا كمسلمين دولا ومؤسسات وأفرادا ننتبه للخطر الهندي القادم. وسأتناول الموضوع بالمحاور التالية ..أولا معلومات عامة عن الفيلم. .. ثانيا ما هي أهداف الفيلم والإستراتيجيات التي يخدمها..ثالثا رسالة للحكومات الخليجية.

أولا معلومات عامة عن الفيلم:

  1. الفيلم هندي تراجيدي يخاطب المشاعر بشدة، وأبطاله هنود ومعهم ممثل عماني قام بدور الكفيل السعودي، وهو إنتاج 2024.
  2. الفيلم ناجح جدا في الإخراج والتمثيل وعليه مشاهدات ضخمة على نيتفلكس ولعله يرشح للأوسكار.
  3. الفيلم قصته تدور حول شاب هندي مسلم “نجيب” يسافر للعمل في السعودية فيذهب به كفيله لتربية الأغنام في الصحراء، فيذله ويستعبده ويقدم له قليل الطعام والماء حتى تساء حالته بشدة، ويستطيع في النهاية الهرب والرجوع إلى الهند بعد معاناة 3 سنوات في الصحراء تحت لظى شمس الخليج الحارقة، واستعباد كفيله السعودي له.
    .
    ثانيا ما هي أهداف الفيلم والإستراتيجيات التي يخدمها؟
    اعتقد أنه لا يوجد في السينما والإعلام شيئا غير مخطط له وغير مقصود، فسياسات الدول تظهر في إعلامها، من هنا أعتقد أن أهداف الفيلم كالتالي:
    .
  4. المسلمون إرهابيون:
    يعزز الفيلم الدعاية التي تصف المسلمين بالإرهاب، فيقدم صورة جديدة لإرهاب المسلمين متمثلة في رب العمل الكفيل السعودي ومن ثم الدولة السعودية.
    .
  5. التحريض الثأري:
    الهند دولة تعاني من ضعف في إمدادات الطاقة واعتمادها على الاستيراد للبترول ومشتقاته، وخططت وتنتظر الفرصة لاحتلال دول الخليج لضمان نموها واحتياجاتها من الطاقة، لذلك تأجيج العداء يبدأ من التحريض على عدوهم المسلم العربي الخليجي، وإثارة مشاعر الغضب ضده لبناء عقيدة قتالية جديدة فعالة. فعادة التحريض يسبق الحروب.
    .
  6. الصراع للبقاء:
    يؤكد الفيلم على فكرة الصراع من أجل البقاء، والنتيجة التي يريد الوصول إليها لا حياة للهند إلا بالوصول للخليج واحتلاله، فهي تكابد الأمرَّين من احتياجاتها النفطية ولن تستطيع التقدم للأمام دون احتلال مصادر النفط الخليجي.
    .
  7. الثأر ثم الثأر:
    الفيلم يظهر المسلم الخليجي بالشخص الجلف الخشن غليظ الطبع، ويصل بالمشاهد إلى نتيجة مؤداها أنه لا يستحق الحياة ويستحق القتل وأن دماءه يجب أن تستباح.
    وليثار السؤال لدى الشعب الهندوسي: متى نأخذ بالثأر من هؤلاء؟!
    .
  8. منظومة السياسة والإعلام:
    الهند تتدرج في مطالبها السياسية ابتداء من الضغط على دول الخليج لتجنيس العمالة الهندية لديها، ثم الآن الضغط بالتحريض الجماهيري. فالأمر مخطط له، ويتم التصعيد المتدرج باستخدام القوى الناعمة خصوصا بعد سيطرة الحكومة الهندوسية المتعصبة على مقاليد الحكم في فيها.
    .
  9. أصحاب الروائح النتنة!!
    في أول لقاء بين الهندي في الفيلم وبين الخليجي تكون الملاحظة أن الخليجي رائحته نتنة!!
    ليظهروا أن هؤلاء البدو ليسوا متحضرين ورعاع لا قيمة لهم. وهذا يعتبروه ردا على الحقيقة المعروفة عن الهنود أنهم فعلا لهم رائحة سيئة تخرج من أجسادهم بسبب نوعية الطعام والبهارات التي يستخدمونها في طعامهم.
    ومن المعروف عن الخليجيين إفراطهم في النظافة، وفي استخدام أفضل أنواع العطور والبخور وأغلاها في العالم، فبمجرد مصافحة أحدهم تشتم رائحة العود الأصلي وشذاه الأخاذ.
    والسؤال للهنود هل تغير الرائحة مبرر للقتل الأدبي ثم للاحتلال المرصود والقتل المادي؟!!
    الإجابة بالتأكيد عند الهنود نعم، فالغاية تبرر الوسيلة.
    .
  10. تحقير دولة مهد الإسلام:
    السعودية شئنا أم أبينا هي بلاد الحرمين وينظر إليها أنها مهد الإسلام ورمزه، وعندما تهان بهذه الصورة في فيلم فإن هذا يسئ للإسلام والمسلمين بشكل مباشر، فلا يقول أحد أن هذه حالة فردية ونموذج مجرد لشخص واحد.
    أقول هذا ليس بحالة فردية عندما يتناولها فيلم يشاهده الملايين حول العالم، ليصبح تشويه جماعي وتعميم خبيث مقصود فلا تكونوا من الساذجين وتعتقدوا أنه حالة فردية خارج السياق العام.
    .
  11. المتناقضات الفارقة:
    الفيلم ينقلك دائما بين متناقضين حياة الصحراء واللون الأصفر الغالب عليها وبين حياة بطل الفيلم في الهند حيث الخضرة والألوان الساحرة والمياه، كما ينقلك بين خشونة حياة الصحراء وبين سلاسة الحياة في الهند وجمالها، وينقلك بين شراسة الكفيل السعودي وغلظته وبين العواطف الجياشة في الهند مع زوجته وأهله؛ والنتيجة زيادة البغض والعداوة للخليجيين وأرضهم؛ وعشق الوطن الهندي كرسالة من القوميين الهنود المتعصبين.
    وطبيعي ألا يظهر الفيلم مدى التقدم والمدنية والرقي الموجود الآن في الشعوب والدول الخليجية.
    .
    ثالثا رسالة للحكومات الخليجية “لا يفل الحديد إلا الحديد “:
  12. فهل تنتج دولة خليجية فيلما موازيا يوضح حياة إخواننا في كشمير ومعاناتهم تحت الاحتلال الهندي؟!!
  13. هل تنتج فيلما عن قانون القومية الهندوسية الذي يضيع حقوق المسلمين في الهند ويعتبرهم ليسوا هنودا؟!!
  14. هل ننتج فيلما عما يلاقيه المسلم الهندي من إذلال وقتل وتهجير في بلده من الحكومة الهندية والعصابات التابعة لها؟!!
    .
    وحسبنا الله ونعم الوكيل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى