أكثر عشرة أخطاء يرتكبها الوزراء
فهد عامر الأحمدي
لا شك أن وزراءنا أصبحوا تحت المجهر أكثر من أي وقت مضى.. أصبحوا مكشوفين للناس بفضل قنوات التواصل الاجتماعي، ويخضعون لمحاسبة دقـيقـة في عهد الملك سلمان (وترتفع نسبة الانكشاف على وجــه الخصوص في الوزارات الخدمية كوزارة الصحة والتعـليم والإسكان)..
ورغم اختلاف المواهب وتنوع المسؤوليات أعتقد أن هناك أخطاء مشتركة يمكن أن يقع فيها أي وزير.. أخطاء يمكن أن تؤثر على وزارته، وتتسبب في إقـالـته، وتؤخـر مكاسب الوطن سنوات جديدة..
ومن خلال ملاحظاتي المتواضعة أرى أن أهم هذه الأخطاء هـي:
ـــ الخطأ الأول (الانعزال):
فالوزير يجلس فوق هرم إداري ويحيط به عدد كبير من الوكلاء والمسؤولين والموظفين البيروقراطيين.. وهذا بحد ذاته (نطـاق عزلة) يحجبه عن رؤية قاعدة الهرم وتلمس احتياجات المواطنين بشكل مباشر.. لهذا السبب أتمنى من وزرائنا الجدد كسر هذا الطوق ــ على الأقل بين الحين والآخر ــ من خلال الجولات الميدانية والنزول إلى الشارع وتخصيص إيميلات وأرقام تتيح للناس التواصل معهم بشكل مباشر..
ــ الخطأ الثاني (تجاهل الهم الشخصي للمواطن):
مهام الوزير ضخمة ومعقدة، ولكن متطلبات المواطن بسيطة وواضحة.. الوزير يفكر في شأن وطني عـام، والمواطن يتحدث في شأن خاص قـد لا يتجاوز فاتورة مياه أو نقل مريض إلى تخصصي الرياض أو جدة.. لا يجب أن ينسى وزراؤنا هذه الحقيقة مهما بدت متواضعة مقارنة بمهامه الأخرى.. خدمة الناس هي الهدف الذي أنشئت من أجله الوزارة، وبدون هذا الهدف سيركض معالية في الاتجاه الخاطئ..
ـــ الخطأ الثالث (الضياع في البيروقراطية):
حين تتضخم الإجراءات الرسمية وتتعقد المهام الإدارية يركض الوزير ــ هذه المرة ــ فوق سير متحرك.. يغرق في التفاصيل وينسى الإنجازات ويـبذل جهوداً ضخمة دون نتائج ملموسة.. بعض وزاراتنا وصل فيها التضخم والترهل حداً تأخر الإجراءات الإدارية (حتى داخل مبانيها الرسمية) لأسابيع وأشهر.. الحل لا يكمن فقط في تبسيط الإجراءات (وأتمتة المعاملات) بـل وتدخل الوزير مباشرة لتفعـيل القرارات العاجلة والأولويات القصوى دون المرور بأنظمة وأروقة الوزارة..
ـــ الخطأ الرابع (عدم قياس الأداء):
لنكن صريحين.. بعض المسؤولين لا يعرفون الفرق بين الرؤية والهدف والرسالة.. لا يملكون رؤية، ولا يحملون رسالة، ولا يملكون أهدافاً واضحة لما يجب تحقيقه.. وفي حين أصبحت الدولة تملك آلية لقياس أداء الوزراء لا يملك معظم الوزراء آلية لقياس أداء وزاراتهم أو الموظفين المحيطين بهم..
يجب أن تكون هناك أهداف واضحة وخطط معلنة يمكن قياسها والمحاسبة عليها.. فـما لا يتم قياسه يجنح بطبيعته للـثبات والـتراجع..
الخطأ الخامس (الانشغال بالميزانية):
الوزير الناجح يمكنه تحقيق الكثير بأي ميزانية ترصد لوزارته.. يمكنه ابتكار حلول إبداعية وأساليب أقل كلفة لمواجهة أي عجز مالي.. ليس صحيحاً أن الحلول الممتازة تتطلب ميزانيات ضخمة، وليس صحيحاً أن الميزانيات الضخمة تنتهي دائماً بنتائج ممتازة.. التفكير خارج الصندوق، والخروج عن المسار التقليدي، وفـتح الأبواب للحلول البديلة، أساليب كفيلة بتحقيق نتائج عظيمة بموارد قليلة.. لا أطالب وزراءنا بالبخل والتقـشف بـل ــ على العكس ــ تحقيق أكبر قدر من النتائج دون إعادة أي فـائض.. وللجديث بقية
- نقلا عن |الرياض”