جدة – واس :
احتفت الهيئة العامة للمساحة والمعلومات الجيومكانية باليوم العالمي للمسح البحري الهيدروغرافي تحت شعار “المعلومات الهيدروغرافية – تعزيز سلامة وكفاءة واستدامة الأنشطة البحرية” بمحافظة جدة بمشاركة عدد من الوزارات والهيئات والمراكز الحكومية والقطاع الخاص والأكاديمي.
وأعرب رئيس الجيومكانية الدكتور المهندس محمد بن يحيى آل صايل في كلمة ألقاها نيابة عنه نائب رئيس الهيئة المهندس أحمد بن صالح الوسيدي عن شكره للقيادة الرشيدة على الدعم المتواصل للهيئة لتحقيق ما وصلت إليه من إنجازات في جميع المجالات لا سيما الأعمال البحرية وتحقيق المملكة ممثلة في الجيومكانية الريادة في مجال المسح البحري (الهيدروغرافي) ودعمها لسلامة الملاحة البحرية التي واكبت كل التطورات والتقنيات الحديثة، مبيناً أن المملكة عززت دورها في التعاون الدولي والإقليمي والمحلي مع المنظمات والهيئات والمراكز والجهات ذات العلاقة على نحو جعل الأعمال البحرية في المياه السعودية بيئة آمنة تعمل وفق أفضل الممارسات العالمية.
وأشار إلى أن الموقع المميز للمملكة جغرافياً بين قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا، حيث يمثل البحر الأحمر وخليج العقبة والخليج العربي أهمية إستراتيجية في ربط القارات الثلاث، وهو ما أكدت عليه رؤية المملكة 2030 ضمن ركائزها الثلاث، بأن تصبح المملكة محوراً لربط القارات الثلاث وتحقيق الاستثمار الأمثل للموقع الإستراتيجي الذي تتميز به المملكة، بالإضافة إلى امتلاك المملكة ثروات ضخمة من النفط والغاز والمعادن والتي تصدر يومياً إلى كافة أنحاء العالم عن طريق البواخر والسفن التي تمر بالمناطق البحرية التابعة للمملكة بصورة منتظمة، الأمر الذي يتطلب الإسهام بشكل فعال في جمع البيانات البحرية وإنتاج الخرائط والمنشورات البحرية الملاحية.
وأكد أن تحقيق سلامة الملاحة البحرية ودعم التنمية المستدامة في الأنشطة البحرية بما في ذلك التنمية والاقتصاد والأمن والدفاع والبحث العلمي وحماية البيئة البحرية، لا يمكن أن يتحقق إلا عن طريق إجراء عمليات المسح البحري (الهيدروغرافي)، مبيناً أن المملكة ممثلة في الهيئة أولت هذا الأمر أهمية خاصة حيث قامت الهيئة بتغطية كافة المناطق البحرية السعودية في البحر الأحمر وخليج العقبة وإنتاج كافة الخرائط البحرية الملاحية وخرائط إدارة المناطق الساحلية بنسبة 100%، وتعمل الهيئة حالياً على تعزيز عمليات المسح البحري (الهيدروغرافي) وذلك بتنفيذ عدد من مشاريع المسح البحري في أجزاء من المناطق البحرية السعودية في الخليج العربي وإنتاج عدد من الخرائط البحرية الملاحية وخرائط إدارة المناطق الساحلية.
تلى ذلك مشاركة المدير العام للمنظمة الدولية للمسح البحري (IHO) لويجي سنابي من خلال كلمة أكد فيها على أن “ما تقوم به المملكة ممثلة بالجيومكانية في مجال الجغرافيا والهيدروغرافيا على المستويين الإقليمي والدولي هو مثال مشرق لجميع مكاتب الهيدروغرافيا في العالم، خاصة من أجل التنمية المستدامة للمملكة العربية السعودية ومنطقة البحر الأحمر”.
وبعد ذلك تم استعراض الدور الريادي للمملكة العربية السعودية على المستوى الدولي من خلال رئاسة اللجنة الهيدروغرافية الإقليمية لحماية البيئة البحرية (RSAHC )، حيث تعد لجنة إقليمية منبثقة من المنظمة الدولية للمسح البحري وتشكلت من الدول الأعضاء في المنطقة والدول المراقبة.
وتنوعت المشاركات بمناسبة اليوم العالمي للمسح البحري الهيدروغرافي ومن أبرزها: ما قدمته جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بعنوان الأنشطة البحرية التي تدعم بها الجامعة الهيئات الحكومية، حيث استعرضت نتائج التعاون بين الهيئة والجامعة من خلال مشروع إنزال عوامتين بحريتين، وما أثمر عنه المشروع من نتائج ودراسات كان لها الأثر الإيجابي على الوطن، فيما شاركت جامعة الملك عبدالعزيز بعرضٍ بعنوان البرامج الأكاديمية والتدريبية التي تقدمها الجامعة في مجال المسح البحري، التي يتحصل من خلالها المتدربون على شهادة مساح من الفئة (أ) والفئة (ب)، كما تم التطرق إلى مشاريع المسح البحري التي تنفذها الجامعة لبعض الجهات المستفيدة، فيما قدّم باري ڤاين من شركة نظم الأولى المحدودة تجربة استخدام مركبات التحكم عن بعد في أعمال المسح البحري، ونوه لأهمية استخدامها في الوقت الراهن لما لها من تسهيل لعمليات جمع البيانات والمعلومات البحرية، حيث أن هذه التقنيات لها أثر جيد بالحصول على بيانات ذات جودة عالية بالإضافة إلى تخفيض تكاليف تنفيذ المشاريع، وتلى ذلك مناقشة تحدث بها عدد من ممثلي الجهات الحكومية من ضمنهم ممثل الهيئة السعودية للبحر الأحمر وممثل الهيئة العامة للموانئ وممثل هيئة التراث وممثل الإدارة العامة للمساحة العسكرية بشأن تحقيق التعاون في مجال المسح البحري وتبادل المعلومات.
هذا وتعد “الهيدروغرافيا” فرعاً من العلوم التطبيقية التي تتناول قياس ووصف الخصائص الطبيعية للمحيطات والبحار والمناطق الساحلية والبحيرات والأنهار، بالإضافة إلى دراسة التغيرات المتوقعة على مدار الزمن؛ على أن يكون الغرض الأساسي من ذلك هو سلامة الملاحة البحرية ودعم جميع الأنشطة البحرية الأخرى بما في ذلك: التنمية الاقتصادية والأمن والدفاع والبحث العلمي وحماية البيئة.
ومن أبرز مهام الجيومكانية في المسح البحري الهيدروغرافي: التخطيط والتنفيذ لأعمال المسح البحري وعلوم البحار في المناطق البحرية التابعة للمملكة، وجمع معلومات وبيانات المسح البحري ومعالجتها وتحليلها وتخزينها، والتدريب وبناء قدرات وتطوير الموارد البشرية، والقيام بالأعمال الخاصة بحصر الجزر ومسمياتها الجغرافية، ووضع معايير ومواصفات العمل المساحي البحري في المملكة ، بالإضافة إلى الإشراف على البحوث العلمية البحرية ذات الصلة بالمسح البحري، وإصدار تصاريح سفن المسح وسفن الأبحاث العلمية في المناطق البحرية التابعة، وتخطيط وتنفيذ مشاريع المسح البحري بواسطة الطائرة باستخدام الليدار والسفن باستخدام أجهزة سبر الأعماق، وإدارة بيانات المسح البحري، وإنتاج الخرائط البحرية الملاحية الورقية والإلكترونية وخرائط اداة المناطق الساحلية، وإدارة الشبكة الوطنية لمحطات رصد المد والجزر.
كما أن الجيومكانية تمتلك سفينة المسح البحري “سلطان” وهي سفينة بطول 43م، مزودة بأحدث الأجهزة والمعدات والبرامج، القدرات البشرية المؤهلة، حيث تقوم هذه السفينة بمهام جمع بيانات المسح البحري (الهيدروغرافي) في المناطق البحرية العميقة، كما تقوم الزوارق التابعة لها بمسح المناطق البحرية الضحلة ومن ثم معالجة وتحليل هذه البيانات، وإنتاج الخرائط البحرية بأنواعها المختلفة.
الجدير بالذكر أن الجيومكانية تعمل وفق تنظيمها على اعتماد وتطوير البنية التحتية الجيومكانية الوطنية، و المرجع الجيوديسي الوطني، و الشبكات الجيوديسية الوطنية، والمسح البحري الهيدروغرافي، وتوفير البيانات والمنتجات والخدمات والتطبيقات الإلكترونية والخرائط الطبوغرافية و الجوية وخرائط الملاحة البحرية ذات الصلة بالقطاع بهدف تنظيم قطاع المساحة والمعلومات الجيومكانية والتصوير المتعلق بأعماله في المملكة بما يحقق الجودة وتحسين الأداء.