أرامكو ومعركة إنقاذ القادسية
بقلم – محمد البكر:
لا شك أن ما تقوم به أرامكو السعودية بعد استحواذها على نادي القادسية ، هو عمل يستحق التقدير والثناء . فلولا الله ثم قرار الاستحواذ لكانت القادسية بتاريخها الطويل تقبع في دوري الدرجة الثانية . فقد كان الفريق يصارع ليس للصعود لدوري روشن ، بل كان يصارع من أجل البقاء في الدرجة الأولى . ولهذا قلنا إن ما قامت به أرامكو في الفترة الماضية وفي وقت قصير جداً لإنقاذ القادسية كان عملاً جبارا . فهل هذا هو طموح هذه الشركة العملاقة ، وهل الصعود لدوري روشن هو أقصى مطلب لجماهير القادسية وأهل الخبر !؟ . الإجابه بشكل قاطع وبالتأكيد هو أن الصعود ليس الهدف الذي تسعى له الشركة ، ولا هو مطلب جماهير النادي ، خاصة تلك التي هجرت مدرجاته منذ سنوات طويلة .
لقد تعودنا منذ طفولتنا على أن أي عمل تقوم به أرامكو يكون عملاً متقناً ومستداماً وليس لفترة مؤقتة . والأكيد أن ما تخطط له لقادسيتها أكبر بكثير من مجرد الصعود لدوري روشن . لكننا ندرك جميعاً أن أي بناء متين يحتاج لبعض الوقت ، فالنتائج المؤقتة يمكن تحقيقها بسرعة لكنها لا تستمر على المدى البعيد . فأي بناء يقام على قاعدة ضعيفة قد يسقط في أي وقت . ولهذا على جماهير ومحبي القادسية ومدينتهم الجميلة ” الخبر ” ، عليهم ألا يبالغوا في طموحاتهم وتطلعاتهم للمنافسة على إحدى البطولات في الموسم القادم ، الذي اعتبره موسماً لتجهيز قاعدة متينة يمكن البناء عليها . فإن وفق الله الفريق وحقق إحدى البطولات فهذا شيء جميل ، وإن لم يحقق شيئاً فالأمر متوقع ، خاصة والحديث عن أن المنافسة ستكون مع أندية عريقة وذات إمكانيات وخبرة .
يرى صديقي الاتفاقي أن الاحتفالات التي تنوي أرامكو تنفيذها بمناسبة الصعود مبالغ فيها . وهذا كلام يبدو منطقياً عند الجميع . لكني أعتقد ومن وجهة نظر شخصية، أن تلك الاحتفالات ليست فقط بمناسبة الصعود ، بل للإعلان عن مرحلة جديدة في تاريخ القادسية . مرحلة لا تشبه أي مرحلة مرت على هذا النادي منذ تأسيسه .
ستعود جماهير القادسية للمدرجات ، وستعود الآمال والتطلعات بعد أن كادت تتبخر للأبد .