بقلم سليمان السالم :
مستشار اعلامي
برز برنامج مصانع المسقبل كواحد من أبرز الفعاليات الناجحة التي نظمتها وزارة الصناعة والثروة المعدنية ضمن أعمال أسبوع الرياض الدولي للصناعة 2024، الذي أقيم تحت رعاية معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية الأستاذ بندر بن إبراهيم الخريف، خلال الفترة من 6 إلى 9 مايو الجاري، في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، بمشاركة أكثر من 522 شركة من 23 دولة، منها 385 شركة عالميّة و115 شركة محليّة.
ففي إطار أسبوع الرياض الدولي للصناعة 2024، نظمت وزارة الصناعة والثروة المعدنية فعالية برنامج “مصانع المستقبل”، والذي يهدف إلى تحويل القطاع الصناعي في المملكة إلى مصانع متقدمة تعتمد على تقنيات وممارسات التصنيع الحديثة، بهدف تحقيق المستهدفات الاستثمارية والوطنية المرسومة في الاستراتيجية الوطنية الصناعية.
وكما يعلم الجميع فقد أعلن المهندس البدر فودة، وكيل وزارة الصناعة والثروة المعدنية للتطوير الصناعي والمشرف العام على وكالة التمكين الصناعي أن القطاع الصناعي يسير بخطى ثابتة ومتسارعة نحو التحول وتطبيق التقنيات الحديثة، وذلك بالشراكة مع وزارة الصناعة والثروة المعدنية.
وتهدف فعالية “مصانع المستقبل” إلى تحويل 4 آلاف مصنع في المملكة إلى مصانع متقدمة ومؤتمتة، تتمتع بكفاءة عالية في التشغيل والإنتاج. يبدأ المصنع رحلته في التحول من خلال التقييم الذاتي، ثم التقييم المدقق عبر مقيم معتمد، ومن ثم يتم تطوير وتنفيذ خطة التحول لتحقيق المستوى المستهدف.
وقد قامت منظومة الصناعة بإطلاق عدد من المبادرات التحفيزية ضمن برنامج “مصانع المستقبل”. فمن بين هذه المبادرات: منح مالية تغطي تكلفة التقييم المدقق وتطوير خطط التحول للمصانع، ومنح مالية تغطي تكلفة البرمجيات المتقدمة مثل أنظمة إدارة الموارد وأنظمة إدارة المرافق والمباني والحلول الرقمية الأخرى. كما تشمل المبادرات منح مالية تساهم في تغطية جزء من تكلفة التحول، وذلك لشراء الآلات والمعدات اللازمة للأتمتة ورفع كفاءة الإنتاج والتشغيل في المصانع. وتسعى أيضًا إلى رفع مستوى القدرات البشرية المشاركة في رحلة التحول في المصانع الوطنية. وتجدر الإشارة إلى أن البرنامج قد ساهم حتى الآن في ربط أكثر من 1,200 متدرب ببرامج التدريب على ممارسات التصنيع الحديثة التي تُقدمها المنظومة الصناعية والجهات الحكومية. وتم تقديم حوافز لأكثر من 490 مصنعًا حتى الآن من خلال هذه المبادرات والبرامج.
تعكس هذه الجهود المبذولة تحقيقًا ملموسًا للمملكة في مجال تبني التقنيات المتقدمة. حيث حصلت المملكة على المركز الأول في عدد تقييمات مستوى النضج في تبني التقنيات المتقدمة في منطقة الشرق الأوسط. تم عقد التقييم المدقق لأكثر من 700 مصنع، وتم تطوير خطط التحول لـ 370 مصنعًا منهم، وتحقيق المستوى المستهدف لـ 150 مصنعًا تقريبًا وفقًا لبرنامج مصانع المستقبل.
يعكس نجاح برنامج “مصانع المستقبل” التزام المملكة العربية السعودية بتطوير قطاع الصناعة وتعزيز قدرتها التنافسية. تحويل المصانع إلى متاحف متقدمة يسهم في تعزيز الإنتاجية والكفاءة، وبالتالي تعزيز الاقتصاد وتحقيق الأهداف الوطنية للتنمية الصناعية المستدامة.
إن برنامج “مصانع المستقبل” يعد إنجازًا بارزًا في مسيرة التحول الصناعي في المملكة العربية السعودية. ومن المتوقع أن يستمر البرنامج في تحقيق المزيد من النجاحات وتطوير الصناعة في المملكة، وبالتالي تعزيز مكانتها كقوة صناعية عالمية.
